BLOGGER TEMPLATES AND TWITTER BACKGROUNDS »

مفهوما (لقب و شرف)





دار حول ..
مـُذ تلك الساعه لم تطأ قدماك ارضي ..
ضاقت بي الأرض بما رحـُبت ..
فأخذت أ ُصبـِّر نفسي و أ ُداري لهفتي بزيارة يومية لمقر اجتماعات حـُبنا في سابق عهدها ..
واللطيف بالأمر ،،
انك عند مرورك على ذاك الطريق لا تجد سوى مركبتي المركونة ..
اظل منتظرة تحت وهج الشمس ، حتى مغادرة الحـُمرة و مطلع القـَمرة ..
أعود للمنزل على موعد ٍ مع نفسي لإعادة نفس الكرّة في اليوم القادم ..
و ذات يوم ..
حصل اني شعرت ذات مرة ببعض الاجهاد الذي تسببه لي لهيب الشمس ..
فأسندت رأسي على المقود لأ ُبد ِّد قليلا من هذا المجهود ..
و ما ان استسلمت عليه ..
حتى أخذ َت تتلاعب بذهني الأفكار و تتمادى بي الخيالات الى كل صوب و حدب ..
الى ان نقلتني معها الى الطرف الآخر من الكرة الأرضية ..
الى ديار الغربة التي ضـفّت توأم الروح ..
انقضى من الوقت زمن و انا على تلك الوضعية –لا اعرف كم بالتحديد – لكنه انقضى على اي حال ..
و بعد ان احسست بارتحال خيوط الشمس و ترائي الغسق ..
رفعت هامتي من على المقود بتثاقل شديد ..
فتحت عيني و بدأت في موازنه ابصاري الى ان استقرت نظراتي على وضعية ثابتة ..عندئذ لمحت شخصا متكأ ً على مقدمة المركبة و قد ارتسم الاعياء على ملامح وجهه ..
و كأنما كان منشغلا ً بمتابعتي على مدار فتره الاستراحة ..
دعكت عيني لأتعرف على هويته ..
و ما ان تلاقى نظرينا حتى قفز قلبي الى ربوعه تلقائيا ..
لم أصدق الصورة المنعكسة على شبكية العين ..
و لم اثق بدقة نظري !
فأخذت باغلاق و فتح عيني لاتأكد اكثر ..
فوجـّه إليّ ابتسامه مـُنكسرة ..
ترجّل من على المقدمة و تقدم بخطوات هادئه نحو النافذة تسبقه نظرات الحنين ..
بسرعة قياسية ، فتحت الباب وخرجت من المركبة ووقفت بمحاذاته دون ان اتفوه بكلمة ..
رسائلي الوحيده له كانت تلك الدموع المـُثقلة بالعتاب و الملام و الاسئلة ..
-ما عدا ذلك لا انكر حينها رغبتي البالغه بمعانقته بحراره و الارتماء على صدره –
لولا استجماعي لشجاعتي و لملمتي لشحنات الطاقة التى اندفعت و تبعثرت في أرجاء الموقع ..
أخذت بالإصغاء إليه علي اجد بين حديثه ما اواسي به نفسي ..
ابتدأ حديثه بتبرير وجوده هنا في هذه البقعه تحديدا ً ..
و ذكر لي شيئا عن تواصل و تخاطر القلوب ..
"اشتدّ بي الحنين ففزعت الى مكان لقاءاتنا القديمة لأ ُحيي ذكريات الماضي " تلك عباره لفظها لسانه و كأنّه قرأ افكاري ..
"لحظت مركبة شبيهه بمركبتك فهرولت نحوها مسرعا لأتأكد"
أنا : " منذ متى و انت هنا ؟ "
هو : " منذ وقت "
انا : "لم َ لـَمْ تـُنـبّهني لوجودك ساعة قدومك ؟ "
هو " شهدتك غافية ، فلم أشأ أن أُقلق راحتك"
حاولت فلسفة ما يحدث بطريقة اكثر منطقية ..
(هو يقاطع أفكاري)
"اشتقت لك و لوجودك قربي "
استمررت في صمتي ..
فـصـَمـَت َ لدقيقه و كأنما أراد تجميع أفكاره ، ثم اردف قائلا ً ..
"ليكـُن في حـُسبانك ، ان ممارسة الظروف لأنواع متعدده من الضغوط علي ّ و اجباري بالاقتران بأخرى لا يـُلغيكِ ابدا عن الوجود في حياتي ، بصراحه متناهيه ، ما زلت ِ مليكة عرش القلب "
امعنت النظر في عينيه محاوله التواصل معهما ..
و بعد وهلة نطقت ..
"ما ضرورة كل تلك المشاعر المتكدسة بين طيات حديثك ؟
قد تكون صادقا في كل ما ذكرت ..
فأنا لا أكـذبك القول و لطالما وثقت بك ..
لكن ما بالي من كل ذلك ؟
فلم تعـُد للمشاعر بيننا أي قيمة تـُذكـَر الآن ..
و لم تعـُد اي وسيلة للبقاء في مقربة من حـيـّزك تـُجدي نفعاً
"
(ردّ مقاطعاً )
" ألا يكفيك ِ انكِ استملكتي قلبي و استأثرتي بالنصيب الأكبر من تفكيري ؟!! "
انهدرت دمعة تواسي قلبي المتفطـّر و رددت بنبره صوت متقطـّعة ..
"يا نور العين ..
حتى و ان كنت فعلا حبيبة قلبك ..
تكفيني حقيقة واحدة ..
كـُنت ُ لك الحبيبة ..
و أصبحت هي لك الزوجة
"
اوطأت طرف عيني خجلا من حقيقة الحقيقة نفسها ..
ثم رفت رأسي مجددا و بعين تفيض من الدمع وجهت له كلمة ..
"قــلّدتني اللقب .. و أوليتها الشرف "
أنهيت لقاءنا بهذه العباره ..
و انهاها بدمعة أحرقت نياط القلب ..
أدرت بوجهي عنه ..
فتحت باب المركبة ..
ادرت محركها و غادرت المكان بما حوى ..
تاركة ً ورائي قلبا في عـُهدة تلك البقعة ..