ســـوفسطائية !!

( العشق و البغض ) تلك الاحساسات المتقابلة في معجم لغتنا الفصيحة ..
و بحكم اني بشر ترعرع في اوساطٍ تعزز في نفسه حب الفضيله، فلا اعجب ابدا ان استحوذ الهوى على نصيب الاسد من قلبي ..
ذاك الكم الهائل من المشاعر الانسانيه البحته التي تكتنز اكتنازاً في مستودع القلب الصغير المساحة دون ادنى تبرّم منها..
هي نفسها التى ألزمتني حبكّ من دون بني جنسك قبل بضع سنين ..
يحتمل حينها اني لم أ جتهد كفاية في ترجمة فلسفة الحب الخاصة بك..

فقد ادفعني ذاك اللّبس سنين عمري كلها..
و اعترف انّ ذاك القصور من جانبي حرمني من حقي في ان اتمتع بعفة باللحظات النادرة التي خـُيّلت لي داخل عقلي الباطن..
كنت تلك الفتاة التي تبحث عن حب طويل الأمد ..
عشمتني الظنون ..
حتى أ َجزَم ظني بانك لن تفارقني الا وهم يدسون اللحود تحت الثرى ..
لكن عن اي لحودٍ اتحدث ؟؟
يالَ مرارة الخذلان ولوعة الحرمان ..

ذاك الحرمان القاتل الذي قاسيته و ما زلت اقاسي نواتج فشله جعلني أعيد النظر ألف مرة قبل ان اتخذ قراراً مصيريا او موقفا ً حاسما ً ..
نعم ..
كان لزاماً عليّ ان اتريّث ..
لكن ،
كم احببت استعجال ان اغرقك بأحاسيس لطالما توارت عن الأنظار ..
و ان اكشف لك عن عواطف خبأتها حصريا لأجلك ..
فكيف قابلت تلك المكنونات ؟؟
وجهت لي كلمات تخدش الأمل ..
و اتهمتني بالسفسطة !!
مع اني ابدا لا استسيغ تلك المفردات التي تتخللها السماجة !
اقولها لك بملئ الفم ( لستُ بسوفسطائية ، و لا انتمي لحقبة السوفسطائيين !!)
تلك حججٌ واهية ..
فانا بعيده كل البعد عن تلك الاتهامات المريضة التي ترشقني بها بين الحين و الآخر ..
فالموهوبون كثر في هذا العالم ..
يبرعون في كل صنف من صنوف الحياة ..
منهم من يجيد ترجمة اللغة الانجليزية و الافرنجية ..
و منهم من يجيد ترجمه تصوراته الى لوحات ..
و منهم من يجيد اللعب بالكره ..
و منهم من يجيد اللعب بالورق و القصاصات ..
اما انا فاجيد " ترجمة الأحاسيس و اللعب بالكلمات" ..

قالت لي احداهنّ يوما ً ..
( أخبريني عن الحبُّ )
فقلت : ( لا خير في بذرةِ حـُبٍ لا تـُثمر) ..
ذاك حديث سبق اوانه ..
فكـُنت دائما ارجأ هذا الأمر الى حين ..
والآن ها قد حان الاوان ، لأتقدم بأسف و حياء شديدين الى قلبي لأنني غرست في اعماقه بذورا لم تحصد الا سرابيل الألم ..
حتى اصبح قلبي المسكين لا يغص الا بالعبرات ..

هفوات جعلتك لوهلة تتمرس دور العاشق ،
واستنجدت بجميع فنونك السحرية لتذيقني اللذه في كل مشهد شهدناه ..
و جاء الفصل الاخير من الفيلم السينمائي ليوكل اليّ دور المغدور بها ..
سيناريو متكرر ..
حب .. فألم
ألم .. ثم حبّ ..
ان تبنا عن الحب .. فهل سنتوب عن الالم ؟؟


دع هذا الحديث جانبا الآن ..
فلستُ بصدد ان اغير ماضيا جرى او ان اختلق عليك الاكاذيب ..
او حتى ان استدرّ عطفك ، فقد اوصلني تهكمك و استهتارك بمشاعري و هجرك لي الى حدّ التشبـُّع ..
لكنك لا تعلم اي فرصة فوّت على نفسك ..
فقلوب البشر أوطان ، و حبي لك لم يكن يوماً ليتوقف عند حدود ذلك الوطن الذي يسكـُنني ..


كلمة اخيره اوجهها لبقايا الانسان في اعماقك ..
(إن لم تكن تعي الكلمة فلا تتفوه بها لغيرك ،
فقد تروق للبعض فيرفع عليها لبنات يجعل منها اساسا يرتكز عليه مستقبله الآتي ،
فاذا ما تكشف له الواقع،
تهاوت فوق راسه اللبنات واحده تلو الأخرى و تهدمت اركان مستقبله )

فها انا و حتى الساعة استرحم من نفسي على نفسي ..
و اشكر تلك الخطوة المشكورة من قبل (احترام الذات) في محاولة منها لدفعي للاستشفاء الذاتي قبل ان تستشري حالة الأنومي في الجسد .

*******

اعصف قلباً .. اشعل حرباً و اثر حمما بركانية

لن يـُنسيــني هواك َ الـــساخرُ ابـــداً معنى الإنسانية