BLOGGER TEMPLATES AND TWITTER BACKGROUNDS »

عيد الله الاعظم


يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ





في السنة العاشرة بعد الهجرة، قصد النبي حج بيت الله بأمرٍ من الله و أعلن النبي بقصده للحجة حتى أرسل رسلاً الى

المناطق الأخرى لكي يخبروا الناس بأن النبي (ص) قد قصد لآخر حجة وعلى من يستطيع، أن يرافقه في هذه السفرة.

كان الرسول قد إعتمر من قبل مع عدة أصحابه ولكن هذه السفرة كانت هي الأولى من نوعها بأمرٍ من الله وفيها قصد الرسول أن يحج و يعلّم مناسكه لأول وآخر مرة الى أن توفى. بعد أن علم الناس بهذه السفرة توافدت جمعٌ كثير من الناس ليرافقوه في حجّته. سمّى المؤرخون هذه السفرة بحجة‌ الوداع ، حجة الاسلام ، حجة ‌البلاغ ، حجة الكمال و حجة التمام
خرج الرسول من المدينة مغتسلاً مترجّلاً، وكان يوم السبت 24 أو 25 من ذي القعدة، رافقه أهل بيته و عامّة المهاجرين و الأنصار و خرج من المدينة ومعه عدد كبير من الناس وقد اجتمعوا حوله. وقد قيل بأن خرج معه بين 70,000 الى 120,000 من الناس ما الذين حجّوا معه في هذه السفرة وعملوا بمناسك الحج مع الرسول فكانوا أكثر من ذلك، كالمقيمين بمكة والذين أتوا من بلدان أخرى. كان الإمام علي (ع) حينها في اليمن يقوم بالتبليغ ونشر التعاليم السماوية، وبعد أن علم بأمر رسول الله قصد الى مكة مع جمع من اليمنيين ليلتحقوا بالرسول قبل بدأ المناسك .
لبس الرسول لباس الإحرام مع أصحابه في ميقات الشجرة ومن ثمّ بدأوا بمناسك الحج. كان الرسول قد علّم الناس مناسك الحج من قبل عن طريق الوحي، ولكن في هذه المرة عمل بهذه المناسك و في كل موقف وضّح لهم جزئياتها وتكلّم حول تكاليفهم الشرعية.
وبعد انتهاء المناسك و انصرافه راجعاً الى المدينة ومعه من كان من الجمع المذكور، وصل الىغدير خم عند منتصف الطريق. تعني كلمة الغدير في اللغة، مسيل ينزل منه الماء وكان غدير الخم مكان يجتمع فيه ماء المطر و لذلك اشتهر بغدير الخم. إن الغدير واقع
3-4 كيلومترات من الجحفة، والجحفة 64 كيلومتر من مكة، والتي هي إحدى الخمس ميقاتات ومنها تتشعّب طريق المدينيين و المصريين و العراقيين وأهل الشام. بسبب ذلك الماء القليل في غدير الخم والأشجار المعمّرة، كانت هذه المنطقة موقف القوافل ولكن حرارتها شديدة جداً لا تطاق .
فلما وصل رسول الله
يوم الخميس 18 من ذي الحجة الى غدير الخم، وقبل أن يتشعّب المصريين و العراقيين و الشاميين، نزل اليه جبرائيل الأمين عن الله بقوله : « يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك فان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس» أمر الله رسوله أن يبلّغ الناس بما أنزل في علي من قبل. وقد کانوا قريباً من جحفة، فأمر رسول الله أن يرد من تقدّم و يحبس من تأخّر عنهم). فأمر اصحابه أن يهيئوا له مكان تحت الأشجار و يقطعوا الأشواك و يجمعوا الأحجار من تحتها. في ذاك الوقت، نودي الى فريضة الظهر فصلاها في تلك الحرارة الشديدة مع الجماعة الغفيرة التي كانت حاضرة من شدة الحرارة كان الناس يضعون رداءهم على رؤوسهم (من شدة الشمس) والبعض تحت أقدامهم من شدة الرمضاء وليحموا الرسول من حرارة الشمس وضعوا ثوباً على شجرة سمرة كي يظللوه، فلمّا انصرف من صلاته، قام خطيباً بين الناس على أقتاب الأبل و أسمع الجميع كلامه وكان بعض الناس يكررون كلامه حتى يسمعه الجميع.
فبدأ بخطبة الناس، وهذه فقرة من خطبته: الحمد لله و نستعينه و نؤمن به، و نتوكل عليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا الذي لاهادي لمن ضل، و لامضل لمن هدى، و أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمداً عبده و رسوله – أما بعد-: أيها الناس قد نبّأني اللطيف الخبير وأنى أوشك أن أدعي فأجيب إني مسؤول و أنتم مسؤلون فماذا أنتم قائلون (حول دعوتي)؟
قال الحاضرون: نشهد أنك قد بلّغت و نصحت و جهدت فجزاك الله خيرا.
ثم قال رسول الله: ألستم تشهدون أن لاإله إلا الله، وأن محمداً (ص) عبده و رسوله، وأن جنته حق و ناره حق و أن الموت حق و أن الساعة آتية لاريب فيها و أن الله يبعث من في القبور؟ قال: أللهم اشهد.
ثم أخذ الناس شهود على ما يقول ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟"
قالوا: نعم يا رسول الله
قال: فأني فرط على الحوض، و أنتم واردون على الحوض، و إن عرضه ما بين صنعاء (مدينة في اليمن) و بصرى (قصبة قريبة من الشام) فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلّفوني في الثقلين (الشيئين الثمينين).
فنادى مناد: "وما الثقلان يا رسول الله؟"
قال الرسول:"الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا (إن التزمتوا به وتمتعتم من هدايته) لاتضلوا، و الآخر الأصغر عترتي، و إن اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدّموهما فتهلكوا، و لاتقصروا عنهما فتهلكوا)"
ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى يراه الناس كلهم فسأل الرسول الحضور "أيها الناس ألست اولى بكم من أنفسكم؟
فأجابوا: "نعم يا رسول الله".فقال: "إن الله مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم "
ثم قال: "فمن كنت مولاه فعلي مولاه" يقولها ثلاثة مرات ثم قال "اللهم وال من والاه وعاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله)"
ثم خاطب الناس: "يا أيها الناس، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب" ولمّا تفرّقوا حتى نزل جبرائيل بقوله من الله « اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا») فلما نزلت هذه الآية قال النبى: الله أكبر على اكمال الدين و إتمام النعمة و رضي الرب برسالتي ولولاية علي من بعدي.
ثم طفق القوم يهنّئون أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، وممن هنأه في مقدّم الصحابة: أبوبكر وعمر. وقال عمر: بخٍ بخٍ لك يابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة"
وفي هذا الوقت، حسان بن ثابت الذي كان من شعراء العرب، أذن من الرسول (ص) أن يقول في ما سمع من رسول الله (ص) في هذا الموقف حول الإمام علي (ع)، فقال الرسول الأكرم (ص): "قل على بركة الله"،

فقام حسان وقال: "يا معشر المشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله ماضية" ثم أنشد:


يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم و اسمع بالنبي مناديا
وقد جاء جبريل عن امر ربه بأنك معصوم فلا تك وانيا
و بلغهم ما انزل الله ربهم اليك و لا تخش هناك الاعاديا
فقام به اذ ذاك رافع كفه بكف علي معلن الصوت عاليا
فقال فمن مولاكم ووليكم ؟ فقال و لم يبدوا هناك تعاميا
الهك مولانا و انت ولينا ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي اماما و هاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له انصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه و كن للذي عادى علياً معاديا
فيا رب انصر ناصريه لنصرهم إمام هدىً كالبدر يجلو الدياجيا

و هنا القصيدة المسماة بالجلجلية كتبها عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان في جواب كتابه إليه يطلب خراج مصر ويعاتبه على امتناعه عنه، توجد منها نسختان في مجموعتين في المكتبة الخديوية بمصر كما في فهرستها المطبوع سنة 1307 ج 4 ص 314 وروى جملة منها ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 ص 522 وقال : رأيتها بخط أبي زكريا يحيى (أحد أئمة اللغة والنحو قال ابن ناصر : كان ثقة في النقل وله المصنفات الكثيرة . كذا ترجم له ابن كثير في تاريخه 12 ص 171) بن علي الخطيب التبريزييالمتوفى502 .وقال الاسحاقي في " لطايف أخبار الدول " ص 41 : كتب معاوية إلى عمرو بن العاص : إنه قد تردد كتابي إليك بطلب خراج مصر وأنت تمتنع وتدافع ولم تسيره فسيره إلي قولا واحداوطلبا جازما، والسلام .وكتب عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبى سوفيان جوابا وهي القصيدة الجلجلية المشهورة :


معاوية الفضل لا تنس لـي وعن سبل الحق لا تعدلِِِِِِِِِِِِِِِِِ

نسيت احتيالي فـي جلـق على أهلها يوم لبس الحلي

وقد أقبلـوا زمرا يهرعـون مهـاليـع كالبقـر الجفـل

وقولي : لهم إن فرض الصلاة بغيـر وجـودك لـم يقبـل

فولوا ولـم يعبأوا بالصلاة ورمت النفار الى القسطـل

فبي حاربوا سيد الأوصيـاء بقولـي دٌم طلَ من نعثـل

وكدت لهم أن أقيموا الرما ح عليها المصاحف في القسطل

وعلمتهـم كشف سوءاتهـم لـرد الغضنفـرة المقبـل

نسيـت محـاورة الأشعـري ونحـن علـى دومة الجندل

والـعقتـه عسلا بـاردا وأمزجـت ذلـك بالحنـظل

ألين فيطمـع فـي جانبي وسهَمي قد غاب في المفصل

خلعت الخلافـة مـن حيدرٍ كخلع النعال من الأرجل

وألبستهـا لـك لما عجزت كلبس الخواتيـم في الأنمل

ورقيتـك المنبـر المشمخـر بلا حد سيفٍ ولا منصل

ولم تك واللـه من أهلهـا ورب المقـام ولـم نكمـل

وسيرت ذكرك في الخافقين كسير الجنوب مع الشماٌَل

وجهلك بي يا بن آكلة الـ ـكبود لأعظم مما به أبتلي

ولولاي كنت كمثل النسا ء تعاف الخروج من المنزل

نصرناك من جهلنا يا بن هند على النبأ الأعظم الأفضل

وحيث رفعناك فوق الرؤوس نزلنا الى أسفل الأسفـل

وكم قد سمعنا من المصطفى وصايا مخصصةً في علي

وفي يوم ( خمٍٍ) رقى منبرا يبلغ والركب لـم يرحل

وفي كفِـِِه كفٌـه معلنـا ينادي بأمر العزيز العلي

ألست بكم منكم في النفوس بأولى فقالوا : بلى فافعل

و انحلـه امرة المـؤمنيـن من الله مستخلف المنحل

وقال : فمن كنت مولىً له فهذا له اليوم نعم الولي

فوال مواليه يا ذا الجلال وعاد معادي أخ المرسل

ولا تَنقضوا العهد من عترتي فقاطعهـم بي لم يوصل

فبخبخ شيخك لما رأى عرى عقد حيدر لم تحلل

فقـال وليكمٌ فاحفظـوه فمدخلـه فيكمٌ مدخلـي

وانا وما كان من فعلنا لفي النار في الدرك الأسفل

وما دم عثمان منجٍ لنا من الله في الموقف المخجل

وان عليا غدا خصمنا ويعتز باللـه والمرسل

يحاسبنا عن أمور جرت ونحن عن الحق في معزل

فماعذرنا يوم كشف الغطاء لك الويل منه غدا ثم لي

ألا يا بن هند ابعتَ الجنان بعهد ٍعهدت ولم توف لي؟

وأخسرت أخراك كي ماتنال يسير الحطام من الأجزل

كأنك أنسيت ليل الهرير بصفين من هولها المهلول

وقد بتَ تذرق ذرق النعام حذارا من البطل المقبل

وحين أزاح جيوش الضلال ووافاك كالأسد المشبل

وقد ضاق منه عليك الخناق وصاربك الرحب كالفلفل

وقولك ياعمرو أين المفر من الفارس القسورالعيبل

فقمت على عجلتي رافعا أكشف عن سوءتي أذيلي

فسترَ عن وجهه وانثنى حياءً ، وروعك لم يعقل

ولما ملكت حماة الأنام ونالت عصاك يد الأول

منحت لغيريَ وزن الجبال ولم تعطني زنة الخردل

وأنحلت مصر لعبدالملك وأنت عن الغي لم تعدل

وان لم تسارع الى ردها فاني لحربكم مصطلي

بخيل جيادٍ وشم الأنوف وبالمرهفـات وبالذبـل

وأكشف عنك حجاب الغرور وأوقظ نائمـة الأثكل

فانك من امرة المؤمنين ودعوى الخلافة في معزل

وما لك فيها ولا ذرة ولا لجـدودك بالأول

فان كان بينكما نسبة فأين الحسام من المنجل

وأين الثريا؟ وأين الثرى وأين معاوية من علي


فلما سمع معاوية هذه الأبيات لم يتعرض له بعد ذلك ..

(راجع ترجمة عمرو وشعره ونسبه وإسلامه وشجاعته ووفاته في الجزء الثاني من الغدير من ص101-ص160.)



ويؤكد الإمام الشافعي على مفهوم الشفاعة الذي أصّلته نصوص القرآن الكريم والسنة الشريفة، فيضيف:
لئن كان ذنبي حب آل محمد ... فذلك ذنب لست عنه أتوب
هم شفعائي يوم حشري وموقفي ... إذا ما بدت للناظرين خطوب
و قال ايضا :


ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم
مذاهبهم في أبحر الغي والجهل
ركبت على اسم الله في سفن النجا
و هم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
وامسكت حبل الله وهو ولاؤهم
كما قد أُمرنا بالتمسك بالحبل
إذا افترقت في الدين سبعون فرقة
ونيفاً على ما جاء في واضح النقل
ولم يك ناج منهم غير فرقة
فقل لي بها يا ذاالرجاحة والعقل
أفي الفرقة الهلاّك آل محمّد
أم الفرقة اللاتي نجت منهم قل لي
فان قلت في الناجين فالقول واحد
رضيت بهم لازال في ظلهم ظلي
رضيت علياً لي إماما ونسله
و أنت من الباقين في أوسع الحل



روي عن الامام علي بن ابي طالب ما أخرجه الإمام علي بن أحمد الواحدي عن أبي هريرة قال : اجتمع عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله منهم : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، والفضل بن عباس ، وعمار ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو ذر ، والمقداد ، وسلمان ، و عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين ، فجلسوا وأخذوا في مناقبهم فدخل عليهم علي عليه السلام فسألهم : فيم أنتم ؟ قالوا : نتذاكر مناقبنا مما سمعنا من رسول الله فقال علي : إسمعوا مني. ثم أنشأ يقول :

لقد علم الاناس بان سهمي * من الاسلام يفضل كل سهم
محمد النبي أخي وصهري * وحمزة سيد الشهداء عمي

وجعفر الذي يضحي ويمسي * يطير مع الملائكة ابن أمي

وبنت محمد سكني وعرسي * منوط لحمها بدمي ولحمي

وسبطا أحمد ولداي منها * فأيكم له سهم كسهمي

سبقتكم إلى الاسلام طرا * على ما كان من فهمي وعلمي

فأوجب لي ولايته عليكم * رسول الله يوم غدير خم

فويل ثم ويل ثم ويل * لمن يلقى الإله غدا بظلمي
وويل ثم ويل ثم ويل* لجاحد طاعتي و مريد هضمي
وويل للذي يشقى سفاها * يريد عداوتي من غير جرم

وذكره عن الواحدي القاضي الميبذي الشافعي في شرح الديوان المنسوب الى امير المؤمنين (ص‏405 407)،والقندوزي‏الحنفي في ينابيع المودة
((130)) (ص‏68).

" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا "

ربنا آمنا بما أنزلت و اتبعــنا الرسول فاكتبنا مع الشاهـــدين



1. صحيح البخاري
2. صحيح مسلم
3. السيره الحلبية
4. كنز العمال
5. صواعق المحرقة
6. خصائص النسائي
7. مستدرك الصحيحين
8. ابن طلحة الشافعي في مطالب السئول
9. مجمع الزوائد
10. صحـيح ابن ماجة باب فـضائـل أصحاب رسـول الله ، باب فـضائل علي بن ابي طالب
11. مسند احمد
12. مناقب الخوارزمي
13. تذكرة خواص الامة
14. ابن الاثير في النهاية
15. الارشاد
16. الخصال
17. اعلام الورى
18. اصول الكافي
19. كشف الغمة
20. فرائد السمطين
21. كفاية الطالب

لمزيد من المصادر او للرجوع للمصدر بالجزء و الصفحة الرجاء الرجوع الى
http://www.roshd.org/ara/beliefs/index.asp?BEL_CODE=104

http://www.altahaddi.net/Islam/books/dif/al-qadir-2/04.html




مبارك للمؤمنين و المؤمنات ذكرى عيد الغدير
و كل عام و انتم بخير
:)

دمعة منصبة .. تشبح عيوني بأملها و تنظر الكعبة




ربي




الشوق يغلب قلبي الى رحـابــك


فهنيــــئا ًً لــمن شرفته بضيافتك





بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد و آل محمد



اِلـهي اِنْ كانَ قَلَّ زادي فِي الْمَسيرِ اِلَيْكَ فَلَقَدْ حَسُنَ ظَنّي بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، وَاِنْ كانَ جُرْمي قَدْ اَخافَني مِنْ عُقُوبَتِكَ فَاِنَّ رَجائي قَدْ اَشْعَرَني بِالاْمْنِ مِنْ نِقْمَتِكَ، وَاِنْ كانَ ذَنْبي قَدْ عَرَضَني لِعِقابِكَ فَقَدْ اذَنَني حُسْنُ ثِقَتي بِثَوابِكَ، وَاِنْ اَنامَتْنِي الْغَفْلَةُ عَنِ الاِْسْتِعْدادِ لِلِقائِكَ فَقَدْ نَبَّهَتْنِى الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِكَ وَآلائِكَ، وَاِنْ اَوْحَشَ ما بَيْني وَبَيْنَكَ فَرْط الْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ فَقَدْ انَسَني بُشْرَى الْغُفْرانِ وَالرِّضْوانِ، اَسْاَلُكَ بِسُبُحاتِ وَجْهِكَ وَبِاَنْوارِ قُدْسِكَ، وَاَبْتَهِلُ اِلَيْكَ بِعَواطِفِ رَحْمَتِكَ وَلَطائِفِ بِرِّكَ اَنْ تُحَقِّقَ ظَنّي بِما اُؤَمِّلُهُ مِنْ جَزيلِ اِكْرامِكَ، وَجَميلِ اِنْعامِكَ فِي الْقُرْبى مِنْكَ وَالزُّلْفى لَدَيْكَ وَالَّتمَتُعِّ بِالنَّظَرِ اِلَيْكَ، وَها اَنـَا مُتَعَرِّضٌ لِنَفَحاتِ رَوْحِكَ وَعَطْفِكَ، وَمُنْتَجِعٌ غَيْثَ جُودِكَ وَلُطْفِكَ، فارٌّ مِنْ سَخَطِكَ اِلى رِضاكَ، هارِبٌ مِنْكَ اِلَيْكَ، راج اَحْسَنَ ما لَدَيْكَ، مُعَوِّلٌ عَلى مَواهِبِكَ، مُفْتَقِرٌ اِلى رِعايَتِكَ، اِلـهي ما بَدَاْتَ بِهِ مِنْ فَضْلِكَ فَتَمِّمْهُ، وَما وَهَبْتَ لي مِنْ كَرَمِكَ فَلا تَسْلُبْهُ، وَما سَتَرْتَهُ عَلَيَّ بِحِلْمِكَ فَلا تَهْتِكْهُ، وَما عَلِمْتَهُ مِنْ قَبيحِ فِعْلي فَاغْفِرْهُ، اِلـهي اِسْتَشْفَعْتُ بِكَ اِلَيْكَ، وَاسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْكَ، اَتَيْتُكَ طامِعاً في اِحْسانِكَ، راغِباً فِي امْتِنانِكَ، مُسْتَسقِياً وابِلَ طَوْلِكَ، مُسْتَمْطِراً غَمامَ فَضْلِكَ، طالِباً مَرْضاتَكَ، قاصِداً جَنابَكَ، وارِداً شَريعَةَ رِفْدِكَ، مُلْتَمِساً سَنِيَّ الْخَيْراتِ مِنْ عِنْدِكَ، وافِداً اِلى حَضْرَةِ جَمالِكَ، مُريداً وَجْهَكَ، طارِقاً بابَكَ، مُسْتَكيناً لِعَظَمَتِكَ وَجَلالِكَ، فَافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ مِنَ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَلا تَفْعَلْ بي ما اَنَا اَهْلُهُ مِنْ الْعَذابِ وَالنَّقْمَةِ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.




مناجاة الراغبين للإمام علي ابن الحسين -ع- زين العابدين


إستغفرت ربي .. مطوّق بهالة ندامة من ثقل ذنبي

وأعلنت حربي .. عالمعاصي مسلح وإيماني بجنبي

والنظر يربي .. للحجيج بكل خشوع ونيتي بقلبي
وابتدا دربي .. للفرض والقادر يحج واجب يلبي


كلمات الشاعر علي السقاي

انشاد الشيخ حــسين الأكرف










الى حجاج بيت الله الحرام ...

"وكلناكم الدعاء و الزياره"


تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال

و كل عام و انتم بخير

:)

مـشاريع مــؤجلة




اللطافه و الحذق و الوقار ..
صفات تجتمع كلها في زوج ..
زوج لا اعتبره كباقي الرجال ..
عايشت الكثير ..
و سبق ان رأيت رجالا تتشبث احلامهم بالثرى ..
اما احلامه فتكاد تخترق الفضاء عبر طبقة الاوزون ..
هو رجل يشبههم في الشكل العام و يختلف معهم في المضمون ..
قبل اقتراني به كان طموحه يتعدى نطاق واقعه ..
لكن لفت نظري اليه شده حماسه عند الحديث عن الدراسات العليا و التبحّر في التخصص ..
كان تارة يخبرني عن توقه للوصول لمآربه و تارة يشرح لي خططه و مشاريعه المستقبلية المؤجلة ..
يتوجب عليّ هنا الاعتراف و تسجيل اعجابي ، [ بهكذا رجل ، كهكذا طــموح ] ..
بعد ان وفقنا الله لإتمام عقد القران و ترتيبات الزواج و بعد الخوض في غمار الحياة الزوجية أصبحت هواية كلاً منا بحث الطرف الآخر و استكشاف ما تحت الغطاء ..
و كما هو شائع و مألوف ، فإن شهور الزواج الأولى عادة ما تكون غير مستقره لتنوع و تجدد أحداثها بشكل يومي ..
وها هي 7 شهور من الارتباط تمضي دون ان نشعر بانقضاء ايامها ..
الصوره العامه لذلك اليوم :
انا في المنزل في انتظار حضور زوجي من نهار يومٍ طويل و شاق من الكدح و العمل ..
قدم إليّ و قد اختلطت ألوانه ما بين حماس و فرح يكادا ان يقتلانه و بين خشية و تردد يوشكا ان يؤرّقا ليله ..
لاحظت حاله فقابلته بنفسٍ طيبة و قلت :
"أبعد الله عنك الهم و قلة السرور و ادام عليك الفرح و الحبور"
"لكن ألن تكشف لي عن سرّ حالك لأشاطرك الشعور ؟"
فردّ عليّ مـُمـَهـّدا ً لي الموضوع:
"اظن ان الأوان قد حان لتبصر أحلامي النور"
نظرت اليه ببعض الاستغراب جاهلةً ما يربو إليه ..
فأوضح لي الامر تفصيلا فعلمت ان مكان عمله سيبتعثونه لإتمام دراسته العليا في الخارج ..
سقط الخبر كالصاعقة على رأسي ! خصوصا وان الظروف لم تكن تسعفني لأوافيه حيثما سيستقر ..
لكن لم أشأ ان أثقل عليه و ان اكشف له عن بالغ حزني و ألمي لمشروع سفره المفاجيء ، بل على العكس أخذت في شحذ هممه و تذكيره بالأحلام الوردية التي لطالما دغدغته ..
مع ذلك احتمل انه لمس شيئا من الحزن في عينيّ رغم اني اجتهدت في الكبت قدر المستطاع ..
فاقترب مني محاولا مداعبتي ..
بلطف لف ذراعه حول عنقي سحبني نحوه ووضع وجنته على وجنتي و كأنه كان يشحذني و يغذيني بجرعات من الحنان لتظلّ مخزونا يكفيني لأيام الحرمان المقبلة ..
ثم همس في اذني :
"سأحـِنُّ لك حتى قبل ان أغادر"
تنهدت بصعوبة و كأنما اخبره بتفهمي للأمر ..
و مع تحدد موعد السفر و اقتراب موعد رحيله ..
أخذت بتجهيز امتعته و توظيب حاجياته بالطريقة التي يفضلها ..
وانا في قمة انشغالي بالتجهيزات و مع فورة قلقي و حنيني السابق لأوانه قفزت لذهني فكره ..
فتناولت قصاصه ورقية و ملأتها بمشاعري :
"زوجي الحبيب و صديقي القريب ..
في الوقت الذي تكون فيه القصاصة قد سقطت بين يديك ، سيكون الشوق قد بلغ مني مبلغا ً ..
تيقّن ان شاء الله ان روحي بجنب روحك ساكنه و نفسي لعرضك صائنة ، دعائي و رجائي ان تظلا السلامة و تقوى الله أنيسا دربك ..
لك مني فائض الحب و منتهى الشوق ..
زوجتك :) "
طويتها و دسستها في جيب بنطاله المفضل و قدمته على باقي حاجياته ليلتقطه في اقرب وقتٍ ممكن ..
طيلة تلك الفتره تقمصت الفرح و اصطنعت ضحكات ..
جافاني هنيء النوم معظم الليالي حتى جاء موعد آخر صبيحة اقضيها معه و بينما كنت اهمّ بإغلاق حقيبته ، نطق :
"إن لم أهاتفك في أولى ايام السفر لا تقلقي فسأكون حينها مزدحما بالأشغال"
نظرت له و قلت :
"
سأبذل جهدي لأكبح جمام قلقي"
نهض من على السرير ، خطى بخطىً نحوي، قبّل رأسي و خرج للاسترخاء في غرفة الصالون ريثما اتمم حزم أمتعته ..
فرغت مما بين يديّ و لحقت به لأغتنم السويعات المتبقية ..
جلست الى جنبه فأخذ يسرد علي توصياته و يستفسر مني عن اي مطالب قد تكون واقعه في نفسي ..
فأردّ عليه بالنفي و بعبارات تطمئنه و تؤكد له ان كل ما اصبوا اليه هو ان افخر به و ان يعود الي سالما من غربته ..
بعد ان تطمأن للاوضاع التي سيتركني عليها، اخبرني عن رغبته بأن اكون متواجده معه في المطار حتى موعد اقلاع الطائره ..
فقبلت ..
غادرنا المنزل ..
صحبته للمطار..
وطيلة المسافه وهو يلاطفني ،يتودد الي و يتحرش بي رغبة منه في اخراجي من حاله التشرد التي كانت تسيطر علي ذاك الوقت ..
وطأنا ارض المطار فصحبته و رافقته الى ان نبـّه المنادي الى وجوب تحرك المسافرين نحو الطائره لركوبها لاقتراب موعد الاقلاع ..
كاد الم الفراق الذي سيبدأ للتوّ يدمي قريحتي وانا الاحظه يبتعد و يغيب عن عيني ..
بعدها تركت الموقع و رجعت الى المنزل محاولةً التأقلم مع الوضع الجديد ..
مرّ اليوم الاول بصعوبه شديدة .. خاصة بعد ابلاغه لي بصعوبه مهاتفتي في الايام الاولى لانشغاله ..
و في صبيحة اليوم الثاني رن هاتفي الخلوي و اذا بالمتصل زوجي !
تعجبت .. قبلت المكالمه و اذا بضحكاته تسابق حديثه :
"لا تعلمين حجم الفخر و السعاده اللذان ركباني و انا اقرأ ما وجدت في جيبي..
جعلتني افخر و اتباهى بما رزقني الله سبحانه "
سعدت لسعادته و فخره بي ..
فلم اتصور أبدا ان قصاصة صغيره من الورق ستملأ قلب زوجي غبطة و اعتزازا ً ..
بعدها مضت السنين على هذا النحو من الهدوء و الترقب ..
باستثناء تلك الفرص التي يسرقها سرقاً ليعود للديار ليكون الى جانبي ..
والصبر الجميل الذي ألهمنيه الله تعالى هو مولود صغير..
منّ الله به عليّ ليجعله أ ُنسا ً لي في وحدتي ..
والجدير بالذكر..
ان زوجي ظل محتفظاً بقصاصه الورق في محفظته ، يرجع لها متى أضناه الحنين الى أن عاد ليجعلني حرم الدكــتور!




" كلمة ذات حرفين، قد تجمع قلبا ً ...أو تشطره الى نصفين "





حيــاء - وفــاء - تــضحية ..أين ابن آدم من ذلك ؟






كنت قد انتهيت للتو من قراءه كتاب بعنوان ( القصص العجيبه ) للكاتب عبدالحسين دستغيب , قد شدني كثيرا بموضوعاته و ادهشني العدد الكبير للقصص التي قام بتجميعها من هنا و هناك ، لذا احببت ان اورد بضعة منها في مدونتي ..





(1) يقول الكاتب نقلا عن المرحوم السيد البلادي :
روى لي احد اقاربي بعد رجوعه من فرنسا التي بقي فيها عده سنوات للدراسه , فقال :
استاجرت في باريس بيتا و كنت قد اقتنيت كلبا للحراسه و في الليل كنت أقفل الباب و ينام الكلب بالقرب منه و كنت اذهب الى الدرس و عندما اعود أدخل البيت و يدخل الكلب معي .
وفي احدى الليالي تأخرت في العوده و كان الطقس بارداً فاضطررت لرفع ياقة معطفي الشتوي لاغطي بها اذني و رأسي و لبست القفاز في يدي و غطيت وجهي فلم يبق مكشوفا منه سوى عيني لارى بهما طريقي ،وصلت الى البيت على هذا الحال و ما ان اردت فتح الباب حتى اخذ الكلب يزمجر-فقد انكرني للوهله الاولى لانني كنت قد غيرت صورتي و غطيت وجهي و هجم علي و امسك بي من طرف معطفي فألقيت المعطف فورا و كشفت وجهي و صرخت به حتى عرفني ، فزحف و هو في غايه الحياء الى زاويه من الزقاق .
فتحت الباب و دخلت و أخذت ألح على الكلب كي يدخل معي فلم يدخل فاضطررت بالتالي لأن اقفل الباب و انام .
وفي الصباح عندما اتيت لاتفقد الكلب وجدته ميتاً فعلمت انه انما مات لشدة الحياء!!

" انا يا رب الذي لم أستحيك في الخلاء ، ولم أراقبك في الملأ. و لعلك بقله حيائي منك جازيتني .."

(2) المرحوم الحاج الشيخ سهام الدين نواب ،رحمه الله، نقل عن جده العالم الكبير المرحوم الحاج أكبر نواب انه قال :
ذهبت يوم عيد الاضى للقاء الحاج معتمد الدوله فرهاد ميرزا (محافظ فارس) فروى لي هذه القصه :
كانت لي معرفه بالسفير الانجليزي في طهران و كنت في زيارته يوما فاحضر لي قاصدا تسليتي مجموعه من الصور اخذ يريني اياها . و فجأه و اذ تناول صوره من الصور يريد تقديمها لي تغيرت حاله و صار يبكي . اخذت الصوره نظرت اليها و اذا بها صوره لكلب فتعجبت ! اذ كيف يبكي لرؤيته صوره كهذه ؟!
سالته عن سبب بكائه فقال : ان هذا الكلب لم يكن كلبا عاديا وان لي معه ذكرى عجيبه .
عندما كنت في لندن خرجت من البيت في احد الايام لأنجز مهمه على بعد عده كيلو مترات من المدينه و كانت بحوزتي حقيبتي التي بها مستندات ووثائق رسميه مهمه و قدرا كبيرا من النقود وقد لحق بي هذا الكلب و كنت كلما حاولت ارجاعه أبى الى ان وصلت الى شجره خارج المدينه فجلست استريح تحت ظلها و اكلت قليلا من الطعام الذي كان بحوزتي ثم قمت و عاودت المسير .
وقف الكلب في طريقي يمنعني من الذهاب وحاولت جهدي ان اثنيه من ذلك فلم استطع فتناولت المسدس الذي كان بحوزتي غاضبا و اطلقت عليه عده اعيره ناريه فوقع على الارض ميتا ثم تركته و ذهبت في طريقي . و بعد ان قطعت مسافه كبيره لاحظت ان حقيبتي ليست معي فتذكرت اني وضعتها تحت الشجره و نسيتها هناك فتضايقت كثيرا لان فقدانها كان يرتب علي مسؤوليه كبيره هذا بالاضافه الى فقدان الاوراق النقديه . خفت ان يكون احد ما قد اخذها فعدت بسرعه و أدركت ان الكلب الابكم كان يعرف انني نسيت الحقيبه فكان لذلك يقف في طريقي.
لما وصلت الى الشجره لم اعثر على الحقيبة فتضايقت أكثر فاكثر و خطر لي ان اذهب الى الكلب لأستطلع امره فاتيت الى حيث اطلقت عليه النار فلم اجده ! و رأيت آثار دمائه على الارض فتتبعت بقع الدم ووصلت الى حفره كان قد وقع فيها و كانت بعيده عن الطريق الرئيسيه وقد مات وهو يمسك بحقيبتي بين اسنانه . فعلمت انه بعد اصابته و يأسه مني خطرت له هذه الفكره وهي ان يحافظ على الحقيبه فلا يستولي عليها اللصوص فحملها و ابتعد بها قدر استطاعته و مات هناك .
افلا يحق لي بعد هذا كله ان ابكي على كلب كهذا و ان اشعر بتأنيب الضمير على اساءتي له في مقابل احسانه ووفائه ؟؟


هكذا نحن البشر ننسى نعم الله تعالى علينا و احسانه اللامتناهي إلينا .. ان الكثير من الابتلاء هو ظاهرا بلاء لكن في عمقه الرحمه من الله عز و جل.. فبنزول المصائب نسخط و نغضب و و احيانا ننسبه الى من تعالى عن كل شيء.. كل ذلك لمحدوديه ادراكاتنا و لجهلنا بحقيقة الامر .. (لو ادرك الامر لرضي و شكر) .

(3) روي الحاج المرحوم سهام الدين المذكور عن ابيه عن جده ان المرحوم حسين ميرزا فرمانفرما


كان مره على شاطئ البحر يريد السباحة و كان معه كلب له ، فلما شرع بخلع ثيابه حاول كلبه ان يمنعه فلم يأبه له و استعد للنزول في الماء و حين هم بإلقاء نفسه في الماء و رأى الكلب ان لا فائده من منعه و ان صاحبه يهمّ فعلا بالنزول رمى بنفسه مجبرا في نقطه معينه من البحر و فجأة يظهر حيوان ضخم و يبتلعه .
وحينئذ يدرك (فرمانفرما) السبب من منع الكلب له من النزول الى الماء و كيف انه ضحى بنفسه من اجله فينصرف عن السباحه وهو يبكي تأثرا و تعجبا مما فعله الكلب .

فأين ابن آدم من كل ذلك !؟

مفهوما (لقب و شرف)





دار حول ..
مـُذ تلك الساعه لم تطأ قدماك ارضي ..
ضاقت بي الأرض بما رحـُبت ..
فأخذت أ ُصبـِّر نفسي و أ ُداري لهفتي بزيارة يومية لمقر اجتماعات حـُبنا في سابق عهدها ..
واللطيف بالأمر ،،
انك عند مرورك على ذاك الطريق لا تجد سوى مركبتي المركونة ..
اظل منتظرة تحت وهج الشمس ، حتى مغادرة الحـُمرة و مطلع القـَمرة ..
أعود للمنزل على موعد ٍ مع نفسي لإعادة نفس الكرّة في اليوم القادم ..
و ذات يوم ..
حصل اني شعرت ذات مرة ببعض الاجهاد الذي تسببه لي لهيب الشمس ..
فأسندت رأسي على المقود لأ ُبد ِّد قليلا من هذا المجهود ..
و ما ان استسلمت عليه ..
حتى أخذ َت تتلاعب بذهني الأفكار و تتمادى بي الخيالات الى كل صوب و حدب ..
الى ان نقلتني معها الى الطرف الآخر من الكرة الأرضية ..
الى ديار الغربة التي ضـفّت توأم الروح ..
انقضى من الوقت زمن و انا على تلك الوضعية –لا اعرف كم بالتحديد – لكنه انقضى على اي حال ..
و بعد ان احسست بارتحال خيوط الشمس و ترائي الغسق ..
رفعت هامتي من على المقود بتثاقل شديد ..
فتحت عيني و بدأت في موازنه ابصاري الى ان استقرت نظراتي على وضعية ثابتة ..عندئذ لمحت شخصا متكأ ً على مقدمة المركبة و قد ارتسم الاعياء على ملامح وجهه ..
و كأنما كان منشغلا ً بمتابعتي على مدار فتره الاستراحة ..
دعكت عيني لأتعرف على هويته ..
و ما ان تلاقى نظرينا حتى قفز قلبي الى ربوعه تلقائيا ..
لم أصدق الصورة المنعكسة على شبكية العين ..
و لم اثق بدقة نظري !
فأخذت باغلاق و فتح عيني لاتأكد اكثر ..
فوجـّه إليّ ابتسامه مـُنكسرة ..
ترجّل من على المقدمة و تقدم بخطوات هادئه نحو النافذة تسبقه نظرات الحنين ..
بسرعة قياسية ، فتحت الباب وخرجت من المركبة ووقفت بمحاذاته دون ان اتفوه بكلمة ..
رسائلي الوحيده له كانت تلك الدموع المـُثقلة بالعتاب و الملام و الاسئلة ..
-ما عدا ذلك لا انكر حينها رغبتي البالغه بمعانقته بحراره و الارتماء على صدره –
لولا استجماعي لشجاعتي و لملمتي لشحنات الطاقة التى اندفعت و تبعثرت في أرجاء الموقع ..
أخذت بالإصغاء إليه علي اجد بين حديثه ما اواسي به نفسي ..
ابتدأ حديثه بتبرير وجوده هنا في هذه البقعه تحديدا ً ..
و ذكر لي شيئا عن تواصل و تخاطر القلوب ..
"اشتدّ بي الحنين ففزعت الى مكان لقاءاتنا القديمة لأ ُحيي ذكريات الماضي " تلك عباره لفظها لسانه و كأنّه قرأ افكاري ..
"لحظت مركبة شبيهه بمركبتك فهرولت نحوها مسرعا لأتأكد"
أنا : " منذ متى و انت هنا ؟ "
هو : " منذ وقت "
انا : "لم َ لـَمْ تـُنـبّهني لوجودك ساعة قدومك ؟ "
هو " شهدتك غافية ، فلم أشأ أن أُقلق راحتك"
حاولت فلسفة ما يحدث بطريقة اكثر منطقية ..
(هو يقاطع أفكاري)
"اشتقت لك و لوجودك قربي "
استمررت في صمتي ..
فـصـَمـَت َ لدقيقه و كأنما أراد تجميع أفكاره ، ثم اردف قائلا ً ..
"ليكـُن في حـُسبانك ، ان ممارسة الظروف لأنواع متعدده من الضغوط علي ّ و اجباري بالاقتران بأخرى لا يـُلغيكِ ابدا عن الوجود في حياتي ، بصراحه متناهيه ، ما زلت ِ مليكة عرش القلب "
امعنت النظر في عينيه محاوله التواصل معهما ..
و بعد وهلة نطقت ..
"ما ضرورة كل تلك المشاعر المتكدسة بين طيات حديثك ؟
قد تكون صادقا في كل ما ذكرت ..
فأنا لا أكـذبك القول و لطالما وثقت بك ..
لكن ما بالي من كل ذلك ؟
فلم تعـُد للمشاعر بيننا أي قيمة تـُذكـَر الآن ..
و لم تعـُد اي وسيلة للبقاء في مقربة من حـيـّزك تـُجدي نفعاً
"
(ردّ مقاطعاً )
" ألا يكفيك ِ انكِ استملكتي قلبي و استأثرتي بالنصيب الأكبر من تفكيري ؟!! "
انهدرت دمعة تواسي قلبي المتفطـّر و رددت بنبره صوت متقطـّعة ..
"يا نور العين ..
حتى و ان كنت فعلا حبيبة قلبك ..
تكفيني حقيقة واحدة ..
كـُنت ُ لك الحبيبة ..
و أصبحت هي لك الزوجة
"
اوطأت طرف عيني خجلا من حقيقة الحقيقة نفسها ..
ثم رفت رأسي مجددا و بعين تفيض من الدمع وجهت له كلمة ..
"قــلّدتني اللقب .. و أوليتها الشرف "
أنهيت لقاءنا بهذه العباره ..
و انهاها بدمعة أحرقت نياط القلب ..
أدرت بوجهي عنه ..
فتحت باب المركبة ..
ادرت محركها و غادرت المكان بما حوى ..
تاركة ً ورائي قلبا في عـُهدة تلك البقعة ..

وصاياكــــم من ذهـــب





في زمن تكاثر فيه اللغط حول جوهر العلاقه بين الرجل و المرأه ..
واصبح فيه كلا الطرفين يلسع جسد الآخر بلسانه ..
و كأنما يعيشان في حلبه مصارعه ليس بها ادنى مستوى من القواعد و القوانين التي تنظم سير اللعبه ..
لا اعلم ان كانوا جاهلين ام يتجاهلون حقوق وواجبات كل منهما تجاه الآخر ..
فالله جل و علا ..
لم يخلق هذه الحياة عبثا ..
و لم يتركها منفلته لنهيم بها على وجوهنا ..
بل وضع الحدود و أوزن الموازين ..
و جعل لكل شيء حسبة و قـدْر ..



قصدي من وراء المقدمة
----------------------------

كثيره هي المجالس التي تجمعني بالنساء و الرجال ..
وعديدة هي الحكايا التي تمر على مسمعي ..
لكن ما يسوءني هو ان استمع لحديث بعضهم وهم يتلامزون و يتنابزون بالالقاب ..
يحز في قلبي ان ارى اختا لي من بنات حواء تذكر زوجا لها بسوء و ترى لسان حالها يدعوا عليه و كأنها لم ترَ منه خيرا قط !
و الامر سـيـّان مع اخوتي من ابناء آدم ..
ولرغبتي في تبصير اخوتي و اخواتي بحقيقه و قدسية العلاقه فيما بين الجنسين ..
أدرجت هذه الروايه التي تضم بين طياتها الكثير من الوصايا القيمه المتواتره عن النبي صلى الله عليه و آله
..





تجري مجريات الروايه على ان الحولاء و هي عطاره أل بيت نبي الله صلى الله عليه و آله و سلم ، طلب منها زوجها طلبا ً فنهرته ، فسخط عليها زوجها سخطا شديدا ، و لم يعد يكلمها او يردّ عليها ، فاخذت تستلطفه و تداريه عسى ان يصفح عنها و ترضى نفسه ، لكن دون جدوى ..
حلّ الليل و نام و لم يزل ساخط عليها ..
فحزنت حزنا شديدا و ما ان اتى الصباح حتى سارت الى منزل رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم تطلب منه النصح و المشوره
..




" عن مهران الثقفي عن عبدالله بن محبوب عن رجل قال ان الحولاء كانت امرأة عطارة لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما كانت يوم من الأيام ، أمرها زوجها بمعروف فانتهرته ، فأمسى وهو ساخط عليها ولم تذق تلك الليلة نوم ، فلما أصبح الصباح خرجت سائرة إلى دار رسول الله سائلة عن حق زوجها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :


يا حولاء ما من امرأة ترفع عينها إلى زوجها بالغضب ، إلا كحلت برماد من نار جهنم ،


يا حولاء والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً ما من امرأة ترد على زوجها إلا وعلقت يوم القيامة بلسانها وسمرت بمسامير من نار ،

يا حولاء والذي بعثني بالحق نبياً ما من امرأة تمد يدها تريد أخذ شعرة من زوجها أو شق ثوبه إلا سمّر الله كفيها بمسامير من نار ،

يا حولاء والذي بعثني بالحق نبياً ما من امرأة تخرج من بيتها بغير اذن زوجها تحضر عرسا إلا أنزل الله عليها أربعين لعنة عن يمينها وأربعين لعنة عن شمالها وترد اللعنة عليها من قدامها فتغمرها حتى تغرق في لعنة الله ، من فوق رأسها إلى قدمها ويكتب الله عليها بكل خطوة أربعين خطيئة إلى أربعين سنة ، فان أتت أربعين سنة كان عليها بعدد من سمع صوتها وكلامها ، ثم لا يستجاب لها دعاء حتى يستغفر لها زوجها بعدد دعائها له وإلا كانت تلك اللعنة عليها إلى يوم تموت وتبعث ،

ياحولاء والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً ما من امرأة تصلي خارجة عن بيتها إلا أتاها الله يوم القيامة بتلك الصلاة ، فتضرب بها وجهها ثم يأمر بها إلى النار ، فتشرح كما تشرح الحوت ، فتقدد كما يقدد اللحم في نار جهنم ،

يا حولاء والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا ما من امرأة في وادي أو نهر جاري وهي محصنة إلا رماها الله عز وجل يوم القيامة في وادي من أودية جهنم تلهب ناراً وجمراً عظيماً ، ثم تقوم في موج ساطع كما يقوم الحوت إذا طرح في النار ،


يا حولاء والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا ما من امرأة تثقل على زوجها المهر إلا ثقل الله عليها سلاسل من نار جهنم ،

يا حولاء والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا ما من امرأة تؤخر المهر على زوجها إلى يوم القيامة إلا أذاقها الخزي في الحياة الدنيا وعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ،

يا حولاء والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا ما من امرأة تصوم بغير اذن زوجها تطوعاً لا لفرض شهر رمضان وغيره من النذر ، الا كانت من الآثمين ،


يا حولاء والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا لا ينبغي للمرأة أن تتصدق بشيء من بيت زوجها الا باذنه ، فان فعلت ذلك فكان له الأجر وعليها الوزر ،

يا حولاء والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا خليفة الرب جل ذكره الرجل على المرأة ، فان رضي عنها رضي الله عنها وان سخط عليها ومقتها سخط الله عليها ومقتها وغضب عليها وملائكته .

يا حولاء والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا وهادياً ومهديا أن المرأة اذا غضب عليها زوجها فقد غضب عليها ربها وحشرت يوم القيامة منكوسة متعوسة في أصل جهنم ، يعني قعرها مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار وسلط الله عليها الحيات والعقارب والأفاعي والثعابين تنهش لحمها ، كل ثعبان مثل الشجر والجبال الراسيات ،

يا حولاء ما من امرأة صلت صلاتها ولزمت بيتها وأطاعت زوجها الا غفر الله لها ذنوبها ما قدمت وأخرت ،


يا حولاء لا يحل للمرأة أن تكلف زوجها فوق طاقته ولا تشكوه إلى أحد من خلق الله عز وجل لا قريب ولا بعيد ،

يا حولاء يجب على المرأة أن تصبر على زوجها على الضر والنفع وتصبر على الشدة والرخاء كما صبرت زوجة أيوب المبتلى ، صبرت على خدمته ثماني عشرة سنة تحمله على عاتقها مع الحاملين ، وتطحن مع الطاحنين ، وتغسل مع الغاسلين وتأتيه بكسرة يأكلها ويحمد الله عز وجل وكانت تلقيه في الكساء وتحمله على عاتقها ، شفقة واحساناً إلى الله وتقرب إليه عز وجل ،

يا حولاء والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا كل امرأة صبرت على زوجها في الشدة والرخاء وكانت مطيعة له ولأمره حشرها الله تعالى مع امرأة أيوب عليه السلام ،


يا حولاء لا تبدي زينتك لغير زوجك يا حولاء لا يحل للمرأة أن تظهر معصمها وقدمها لرجل غير بعلها واذا فعلت ذلك لم تزل في لعنة الله وسخطه وغضب الله عليها ولعنتها ملائكة الله وأعد لها عذاباً أليما

واعلمي يا حولاء أي ما امرأة دخلت الحمام الا وضع ابليس اللعين يده على قبلها ! فان شاء أقبل بها وان شاء أدبر بها ويلعنها حتى تخرج منه ، لأن الحمام من بيوت جهنم ومن بيوت الكفار والشياطين

يا حولاء والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا ان للرجل حقاً على امرأته اذا دعاها ترضيه واذا أمرها لا تعصيه ولا تجاوبه بالخلاف ولا تخالفه ولا تبيت وزوجها عليها ساخط ، ولو كان ظالما ولا تمنعه نفسها اذا أراد ولو كانت على ظهر قسب ،

يا حولاء ان المرأة يجب عليها أن ترضي زوجها اذا غضب عليها ولا يحل لها أن تنظر إلى وجهه نظرة مغضبة ، ولكن تقتحم على رجليه تقبلهما وتمسح على رجليه حتى يرضى عنها ربها وان سخط عليها فقد سخط الله عز وجل عليها ،

يا حولاء للمرأة على زوجها أن يشبع بطنها ويكسوا ظهرها ويعلمها الصلاة والصوم والزكاة ، ان كان في مالها حق ولا تخالفه في ذلك ،


ياحولاء والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا لقد بعثني ربي المقام المحمود فعرضني على جنته وناره فرأيت أكثر أهل النار النساء ، فقلت يا حبيبي جبرئيل ولما ذلك ؟ فقال بكفرهن ، فقلت يكفرن بالله عز وجل ؟؟! فقال : لا ولكنهن يكفرن النعمة ، فقلت : كيف ذلك يا حبيبي جبرئيل ؟ فقال : لو أحسن إليها زوجها الدهر كله لم يبدي إليها سيئة قالت ما رأيت منه خيراً قط ، يا حولاء أكثر النار من حطب سعير النساء !! فقالت الحولاء يا رسول الله وكيف ذلك ، قال:لأنها اذا غضبت على زوجها ساعة تقول ما رأيت منك خيراً قط ، عسى أن تكون قد ولدت منه أولادا ،

يا حولاء للرجل على المرأة أن تلزم بيته وتودده وتحبه و تشفقه وتتجنب سخطه وتتبع مرضاته وتوفي بعهده ووعده وتتقي صولاته ولا تشرك معه أحداً في أولاده ولا تهينه ولا تشقيه ولا تخونه في مشهده ولا في حاله واذا حفظت غيبته حفظت مشهده واستوت في بيتها وتزينت لزوجها وأقامت صلاتها واغتسلت من جنابتها وحيضتها واستحاضتها فاذا فعلت ذلك كانت يوم القيامة عذراء بوجه منير ، فان كان زوجها مؤمناً صالحاً فهي زوجته وان لم يكن مؤمناً تزوجها رجل من الشهداء ولا تطيبي وزوجك غائب ،


يا حولاء من كانت منكن تؤمن بالله واليوم الآخر لا تجعل زينتها لغير زوجها ولا تبدي خمارها ومعصمها ، وأيما امرأة شيئا من ذلك لغير زوجها فقد أفسدت دينها وأسخطت ربها عليها ،


يا حولاء لا يحل للمرأة أن تدخل بيتها من قد بلغ الحلم ولا تملأ عينها منه ولا عينه منها ولا تأكل معه ولا تشرب الا أن يكون محرماً عليها وذلك بحضرة زوجها ، فقالت عائشة عند ذلك يا رسول الله وان كان مملوكا ؟؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وان كان مملوكا ، فلا تفعل شيئاً من ذلك فان فعلت فقد سخط الله عليها ومقتها ولعنها ولعنتها الملائكة ،

يا حولاء ما من امرأة تستخرج ما طيب لزوجها الا خلق الله لها في الجنة من كل لون فيقول لها كلي واشربي بما أسلفت بالأيام الخالية ،

يا حولاء ما من امرأة تتحمل من زوجها كلمة الا كتب الله لها بكل كلمة ما كتب من الأجر للصائم والمجاهد في سبيل الله عز وجليا حولاء ما من امرأة تشتكي زوجها الا غضب الله عليها ، وما من امرأة تكسو زوجها الا كساها الله يوم القيامة سبعين خلعة من الجنة كل خلعة منها مثل شقائق النعمان والريحان ، وتعطى يوم القيامة أربعين جارية تخدمها من الحور العين ،



يا حولاء والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا ومبشراً ونذيرا ما من امرأة تحمل من زوجها ولداً الا كانت في ظل الله عز وجل حتى يصيبها طلق يكون لها بكل طلقة عتق رقبة مؤمنة فاذا وضعت حملها وأخذت في رضاعه فما يمص الولد مصة من لبن أمه الا كان بين يديها نوراً ساطعاً يوم القيامة يعجب من رآها من الأولين والآخرين وكتبت صائمة قائمة وان كانت مفطرة كتب لها صيام الدهر كله وقيامه ، فاذا فطمت ولدها قال الحق جل ذكره يا أيتها المرأة قد غفرت لك ما تقدم من الذنوب فاستأنسي العمل رحمك الله ،



فقالت الحولاء يا رسول الله صلى الله عليك هذا كله للرجل قال نعم قالت فما للنساء على الرجال ؟



قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبرني أخي جبرئيل ولم يزل يوصيني بالنساء حتى ظننت أن لا يحل لزوجها أن يقول لها أف .يا محمد اتقوا الله عز وجل في النساء فانهن عوان بين يديكم أخذتموهن على أمانات الله عز وجل ما استحللتم من فروجهن بكلمة الله وكتابه من فريضة وسنة وشريعة محمد ابن عبدالله فان لهن عليكم حقاً واجباً لما استحللتم من أجسامهن وبما واصلتم من أبدانهن ويحملن أولادكم في أحشائهن حتى أخذهن الطلق من ذلك ، فأشفقوا عليهن وطيبوا قلوبهن حتى يقفن معكم ولا تكرهوا النساء ولا تسخطوا عليهن فان الله عز وجل يوم القيامة يعذبكم عذاباً أليما وكانت الملائكة تجازل عنهن فتلطفوا بهن ،فأي رجل منكم لطم امرأته لطمة أمر الله عز وجل مالك يوم القيامة خازن النيران فيلطمه على حر وجهه سبعين لطمة في نار جهنم وأي رجل منكم وضع يده على شعر امرأة مسلمة سمّر الله كفه بمسامير من نار وأي امرأة أغضبت زوجها وخانته وخالفته وخرجت بغير اذنه وأضاعت الصلاة فان الله عز وجل أمر بهجرهن في المضاجع وبضربهن وبحبسهن في البيوت ، وعلموهن ما يحتجن إليه من دينهن الحق الذي ارتضى لهن ، واضربوهن ضرباً وجيعا فان الرجال يسألون عن النساء يوم القيامة ولا تسألن عن الرجال ، وكل من عند صاحبه حق يقضيه يوم القيامة والرجل يكرههن على طاعة الله عز وجل وحسن المباشرة وحسن الخلق والأمر بالمعروف والنهي

عن المنكر فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن ولا تظلموا عليهن وكونوا رحماء بينكم .



وصـــــاياكم من ذهـــــب ..

سـياسة نصف الكوب







كان لحامل ماء في بلاد الهند جرتان كبيرتان معلقتان على طََرفي عصا يحملها على رقبته ،

وكانت إحدى الجرتين مشققة بينما الأخرى سليمة تعطي نصيبها من الماء كاملا بعد نهاية مشوار طويل من النبع إلى البيت ،

أما الجرة المشققة دائما ما تصل في نصف عبوتها .

إستمر هذا الحال يومياًًً لمدة عامين ،

وكانت الجرة السليمة فخورة بإنجازاتها التي صُنعت من أجلها

وقد كانت الجرة المشققة خَجِلة من عِلتها وتعيسة لأنها تؤدي فقط نصف ما يجب أن تؤديه من مهمة .

وبعد مرورعامين من إحساسها بالفشل الذريع

خاطبت حامل الماء عند النبع قائلة :

" أنا خجلة من نفسي وأود الإعتذار منك إذ أني كنت أعطي نصف حمولتي بسبب الشق الموجود في جنبي والذي يسبب تسرب الماء طيلة الطريق إلى منزلك ونتيجة للعيوب الموجودة فيّ تقوم بكل العمل ولا تحصل على حجم جهدك كاملا "

شعر حامل الماء بالأسى حيال الجرة المشقوقة

وقال في غمرة شفقته عليها:

" عندما نعود إلى منزل
السيد أرجو أن تلاحظي تلك الأزهار الجميلة على طول الممر"

وعند صعودهما الجبل لاحظت الجرة المشقوقة بالفعل أن الشمس تأتي من خلال تلك الأزهارالبرية على جانب الممر ،

وقد أثلج ذلك صدرها بعض الشيئ ولكنها شعرت بالأسى عند نهاية الطريق

حيث أنها سربت نصف حمولتها واعتذرت مرة أخرى إلى حامل الماء عن إخفاقها

والذي قال بدوره :

" هل لاحظت وجود الأزهار فقط في جانبك من الممر وليس في جانب الجرة الأخرى ؟

ذلك لأني كنت أعرف دائما عن صدعك وقد زرعت بذور الأزهار في جهتك من الممر وعند رجوعي يوميا من النبع كُنتِ تعملين على
سقيها ولمدة عامين كنت أقطف هذه الأزهار الجميلة لتزيين المائدة ،

ولو لم تَكوني كما كُنتِ لما كان هنالك جمال يُزيِّن هذا المنزل "



لكل منا عيوبه الفريدة وجميعنا جرار مشققة ،

ولكن هذه الشقوق والعيوب في كل واحد فينا هي التي تجعل حياتنا مشوِّقة ومكافئة ،

لذا وجب عليك أن تقبل كل شخص على ما هو عليه

وانظر إلى الجانب الطيِّب فيه

حيث هنالك الكثير من الطِّيب فيهم وفيك

وقد بورك في الأشخاص الذين يتحَلوْن بالمرونة في التعامل لأنهم لا يضطرون لتغيير مواقفهم

تذكـّر أن تقدر مختلف الناس في حياتك ،

أعتقد أنــه لو لم تكن هنالك جرار مشققة في حياتي لكانت

الحياة مملة وأقل تشويقا



(عندما يوضع نصب عينيك كأس ممتلئ للنصف

و فارغ من نصفه الآخر..

وجـّه إدراكاتـك نحو النور..

..و انظـُر دائما لنصف الكوب المليان..)

ضــــيف




قرب قدومك شهر الله ...
حننت اليك منذ الساعه الاولى التي فارقتنا فيها ...
و ها انت تعاودنا الزياره ...
عن قريب جدا ستحط قدمك المباركه في رحابنا ...
كيف لي ان اعلم ؟
جواب قد سبق سؤاله ...
لكل شي في هذه الدنيا ملامحه الخاصه ..
و ها هي اجمل ملامحك اخذت ترتسم مع مرور اللحظات ....
صوت دقات النواقيس الذي اسمعه باستمرار قبل قدومك..
يعلو و يرتفع ..
بل ها هي السماءُ ترتعد ..
هي ليست اصوات نواقيس الاعراس او الكنائس او حتى محاريب المعابد ...
انها نواقيس الســـماء
تبدو لي و كانها ترانيم ...
ترانيم قدسية .. تستعذب منها اذني سجوعها ..
اما جسدي فيستشعر منها حراره الايمان ...
شي ما يشدني الى تلك الروحانيات ..
و كأن حولي فقاعه ممزوجه المشاعر ..
انا جالسه اترقب ...
اراها تقترب من عالم ممغنط ..
تنجذب اليه بهـــدوء ..
نلتمس فيه الرحمة ...
و تراقبنا عناية الله ...
و حينا بعد حيين ..
نرانا بخضوع و خنوع راكعين بين يدي رحمته التى وسعت كل شي ..
و اكفُّنا ترتفع عاليا بالدعاء لطلب التوبة و الغفران

الـهي .. قلوبــنا ترنو لرضاك و اعيننا متوقهٌ للقــاك
إلهي ... انت خيــــر الرب ... فاجعلنا لك خير عباد
الهى انت خير المولـــى ... طرقنا باب رحمتك .. فتشرعت بامرك اوسع الابواب ..

ذكـــريات

ذكريات ..
تقتفي اثرك ..
تنساق إليك و تسوقني معها ..
تتركني اعاني بانفراد من حالة الشـّد و الجــذب ..
أقاسي خلالها الأمــَرّين ..
انهاك الجسد .. و اعتلال الروح ..


تستقر في ذهني مشاهد فريدة ..
إلتقطتها عدسة عيناي دون غيرها من المشاهد ..

لقطات استحقت التمــيّز بجدارة
لكل
ما شملت من تفاصيل ..

اتذكـّر انزواءنا عن بقية البشر و مغامراتي الجريئه معك ..
ارتشافـنا عذب شراب الورد من كؤوس الهوى ..
و اقحامنا في حاله من السّـُكـْر المحمود .

اتذكر وضعية استلقائك المعتادة على السرير ..
تجاذبنا لاطراف الحديث ..
سكون حركاتك ..
محاولة تمثيلك دور الرجل المتثاقل ..

اتذكـر قهقهاتي وقت تسابق بصرك الى جسدي..
نظــراتك المفضوحه التي ترمقني بها بطرف بــصرك ،، فتكشف لي مدى اعجاب صاحبها بكل ما طالته عيناه ..

اتذكر مداعباتي المتطبـّعة بطابع الطفولة لك ..
إمطاري لك بكلماتٍ تقــطـُر غــنجا و انوثة ..

اتذكــرمنظر تـَشتّـُتك و عجزك عن توقع و تخمـين تصرفي القادم
..
لتأرجـُح سلوكياتي ما بين طــفولة حــيوية ..و انوثة قاتــلة ..

اتذكـّر كبرياءك و صمودك امام تجاوزاتي ..
واستمرارك في لعب دور الرجل الفاتر الوجدان ..

اتذكــر تحديقي في حدقتيك ..

اعترافاتي لك بكل ما استبصره في خــُلدك ..
اسراعك في اغماض عينيك ..
و تبسمك خجلا ًلانفضاح امر احاسيسك ..

اتذكــر محاولات ردعك المتكرّرة لهذه التعدّيــات ..
ثم تطاولي على قانونك ..
و تجاوزي لكل إشاراتك الحمراء ..

اتذكـر حالة الهذيان التي أوصلتك لها ..
وفقدك الســّيطره على زمــام الأمور ..

اتذكــر تغــيّر دفة مزاجــك لوجهه اكثر قــوة و شــراسة ..
تبادلنا للادوار ..
تقمصي لدور الضحية ..
و امور اخرى
تستجلب الويـــلات ..

اتذكر كيف افــقت من احلامي الجمــيلة ,,
لاكتشف حينها انها لم تكن سوى حــُطام ذكريــات
فآثرت ان اكتفي بأحلامي ...
لانها المكان الوحــيد الذي لن يطــاله مقص الرّقـــيب
..

من النـملة نستـفيد



اعذروني

جديدي في المدونه يختلف عن سابقه ..

عهدتم على قراءه نتاج ثمار عقلي و متابعه نسيج خيالي ..

لكن سأعمد هذه المره الى كسر الروتين

واستبداله بقصه من لون واقعي خاص

..لاقدم لعقلي متسعا زمنيا يعيد فيه تنظيم و برمجه افكاره

فقد فرغت قبل ايام قليله فقط من اختبارات الفصل الصيفي

مما ادخلني في حاله من الاعياء و الانهاك الفكري و العقلي

كل ما احتاجه

هو اعاده شحن البطاريه :)



*********

الفلسفه التي سأضعها نصب اعينكم اليوم ..

ليست فلسفتي ..

ولا بفلسفه اتصل اسمها باسم احد العظماء القدماء ..

بل هي فلسفة لمخلوق صغير عـُرِف بالحكمه

ببساطه

هي


فلســـفة نمـــلة


قيل

سأل سليمان الحكيم نملة : كم تأكلين في السنة ؟؟؟؟

فأجابت النملة : ثلاث حبات

فأخذها ووضعها في علبة ..

ووضع معها ثلاث حبات

ومرت السنة .....

ونظر سيدنا سليمان عليه السلام فوجدها قد أكلت حبة ونصف

فقال لها : كيف ذلك

قالت : عندما كنت حرّة طليقة كنت أعلم أن الله تعالى لن ينساني

أما بعد أن وضعتني في العلبة فقد خشيت أن تنساني فوفرت من أكلي للعام القادم


و من النمل نســـتفــيد


( سبحان الذي علـّم النملة و انطقها )


فلســـفة رأسمالية



اقدار ..
شاءت ان تحصرنا بين جلدتي كتاب التاريخ ..
و يأبى التأريخ إلا ان يترك في احدى صفحاته سيره مجتمعي الرأس مالي ..
مجتمع لم اختر فيه بمحض ارادتي ان اكون من اكون ..
و لم تكن ليديّ الحيله في ان تسعفاني و ان تحددا لي خيارا من بين القوسين ..
ان ( انتمي - او– لا انتمي ) الى ذاك النسق ..
ذنبي الوحيد ..
ان اول شهقه لي من محيط جوي الجديد انعشت شعبي الهوائية ..
كما استسـَغـْت اول مضغة لي ..
لا تثريب عليّ ..
فلم اكن على بيّنه من الوضع السائد في المنطقة ..
ولم تتضح لي حقيقة مجتمعي الا بعد ان اخذت مداركي في التوسع ..
لسوء الحظ انه احد المجتمعات التي تخلت عن انبل القيم الانسانية ..
بل احد المجتمعات التي قلــّدها شعــبها
وسام الطــّبقية ..
صنفها البعض في الصفحات على انها طبقتان ..
و أراها من دونهم طبقتين تفصلهما فجوة كبيرة ..
خلاصها بمسيرة مئات السنين ..


جــُبـِل َ غيري على ان يكون برجوازيا ..
و جــُــبـِلت على ان اكون فردا ً بروليتاريا ً ..
ليس لي الحق بأن احرّك ساكنا ..
و ليس من حقي ان اتوغل بين صفوفهم ..

انتم يا اصحاب المجتمع المخملي كالمخانق على رقابنا ..
نشرتم منطقكم بالقوة ..
و قبلناه منكم عنوة ..
لا تسمحون لنا بالحراك إلا ضمن الأوساط التى اوجدتموها لنعيش في حدودها ..
فالحراك الطوليّ او الارتقاء لأعلى يخضعان لبروتوكولات صارمة ..
بل هما وفقا لمعاييركم أمر مفروغ منه ..
اما اعيننا الحالمة برؤية قطب العالم الشمالي فهي بمجملها تعاني من عمى الالوان ..
حتى و ان تأنــّقـَت خلف تلك النظاظير الباهظة الثمن لن تتمكن إلا من ابصار المشهد بلونين اثنين [ اسود و ابيض ] ..


كنت ما زلت واعية بذلك الى ان حلّ المحظور ..
لا اعرف ما حــلّ بي لبرهة !
هل نسيت ام تناسيت بانّك أحد خواص الرأسماليين ، و انكم يا اصحاب العقول التجارية الفذّة
لم تـُخلق لكم قلوب تخفق لتصلوا بها لمرحلة الهوى او لمرحلة ما بعد الحب و الجوى ..
بل اختلقتم قلوبا لمآرب أخرى ...
هذا ان كانت موجودة اصلا ً ..
فلا يشغلكم شأن سوى تكديس رؤوس الأموال و ملئ ارصدتكم في البنوك ..
اما تلك الاحاسيس و العواطف التي كنت اتطلـّع إليها و ارتجي وجودها بين حناياك فهي سراب ٌ بعد سراب ..
و كأن الاحاسيس ما خـُلقت إلا لنا نحن معشر البروليتاريا ..
خــُلقت لتخفف عنا وحشة الإغتراب في اقطارنا ..
لتجفف في الليالي الخرساء دموع ملاهيفنا ..
او لتوجد في الظلمة الدمساء شرارة تـُشعـَل بها قناديلنا ..
بإيجاز ..
هي مفاتيح الفرج التي تجمع تهامس العشاق تحت ضوء القمرة ..

كم كنت بلهاء حين أنستني جرف العاطفة هويتي الحقيقية ..
فلست ممن تتأبط محفظته ذراعه ..
ولا اسير على صفائح من ذهب ..

كنت سرّ صفقاتك الرابحة ..
اسكب دماء اوردتي في محبرتك كل أمسية لتقوم في صبيحة اليوم التالي باستغلالها في خط تواقيعك التجارية ..
و ما ان فاضت بك الأرباح حتى اعلنت يوم بيعتي ..
هي بيــعة واحدة ..
لكنها بيعة لن تزيدك إلا خــسارة ..


عبر التاريخ جرى القول و تواتر على ان الرجل طفل كبير ..
نعم ،، تلك حقيقة اخرى عشت مرارتها ..
كنت لزمن دميتك المفضلة " دمية ذاك الغطاء المخملي " ..
ما ان سأمت من وجودها حولك حتى رميتها على أرضية قصرك الفاره ..
تحطمت اجزاء الدمية ..
رجتك بصوتها الدافئ المكسور ان تعيد ترميم ما قد تلف منها ..
بل توسلت بك و استنجدت بمروءتك ان لا ترميها على احضان غيرك من الرجال ..
لكن جميع توسلاتها راحت سدى ً ..

اتعجـّب كيف انك مارست طقوس الحب معي ..
لم تردعني عن حبّك ..
بل على العكس ،، اخذت تجتهد في إذكاء النار ..
و اتعجب اكثر كيف اني ارتجيت رحمة من قلوبهم خواء لم تخلق بها العاطفة !

ايها البرجوازي المتعصب ..
قد تكون رؤوس اموالكم سببا في استمرارنا ..
لكن قلوبنا التى وُهـِبـْنا ، و سواعدنا التي كابدت مشقة استغلالكم لها ، هي من ارست قواعد الأوطان و عمرتها ..
صحيح اننا لم نذق ذاك الزّبــَد الذي ذاقته ايامكم ..
وقد نعيش بقية ايامنا محرومون ..
الا اني اجزم لك ..
بأنه لو عاد بي الزمن للخلف و خيرني بين قلبٍ ينبض و عيشٍ رغــِد ..
لآثرت الاول
بلا تردد ..

ولمزيد من المعرفة ..
فإن تلك السقطه حتى و ان افقدتني عبر الزمن الذاكرة ، لن تقوى او تجأش على افقادي قلباً خفاقا ً ..
سأبقى على ايماني القديم ..
دمية بروليتارية تعيش على بصيص أمل في ان يعشقها رجل كفؤ لذاك الحب ..
يسكنها في حجره ..
يلملمها في احضانه ..
و يتفنن بإعادة تركيب أجزائها ..






مونــاليزا





استلقي على الأريكة و اسلم نفسي لفرشه الرسام ..
اتابع حدقتيه و هما تتبعاني ليلتقط بهما ما يناسب ذوق مقاييسه ..
يأخذ في شخط الخطوط و هندسة الزوايا على لوحته الزيتية التي لم ترَ النور بعد..
فأستـَشفّ في كل زاوية من زوايا رسمه عدد من سنوات عمري التي استقرت فيها..
نظراته الفاترة التي ينظر إلي بها من جوانب متعددة تنفث في قلبي الرعب ..
ففي كل جانب تتربع قصة من قصص حياتي الوجيزة ..

ينظر..
فتتبادر الى ذهني حزمة من الأسئلة..
تـُرى هل سرّه التنوع القصصي في مسيرة حياتي ؟
وان كان ..
بأيها سيـُعجب أكثر ؟؟
لم أزل مستلقية و على جسدي تلك الخرقة البالية- التي تكشف منه أكثر مما تستر- وانا في حالة استسلام تام لريشته و لنظراته التي تستنزف قواي وتفترسني بـِنـَهَم ..

أتابع شخبطاته بحذافيرها ..
هو يناضل ليجعل مني موناليزا أخرى ..
بينما انا أناضل لأنثر تعويذاتي الأنثوية عليه ..
يسرح بي الفكر بعيدا عن مضمون اللوحة ..
بقياس حدود شفتيه و تقدير عدد الشعرات التي تفترش ذقنه و شاربيه ..
و يسرح هو بخياله التشكيلي ..
وفي الوقت الذي يتوق هو لإتمام ما بدأ ..
أتوق انا لأن يقبض عليّ كما يقبض على فرشاته الآن و يمتص عني مرارة و غضب السنين ..
أحاول عرقله عمله بقليل من التنهدات و التأوهات لأهيج في أعماقه الرجولة ..
يلتفت علي بنفس النظرات الباردة التي لم أفهم لغتها ..
ثم يسترسل ..

فأعاود تشويشه ..
اعض على شفتيّ و احرك ساقيّ في الهواء ..
يلتفت مجددا و يكرر المشهد ذاته بإضافات بسيطة إليه
(ابتسامه غامضة و ومضة مشعة من عينيه)..
ترى هل استفزّه الوضع ؟!
افٍّ.. افّ..
انا أُجـن كي أزلزل في اعماقه تلك الفطرة و اوقعه في حبائل انوثتي و شباكها ..
بينما يـُحـنـّـِط هو جميع ردود فـِعالـِه ..
اضيّع الوقت ..
لا أريد ان يفرغ مما في يده ليذهب كل منا في حال سبيله ..
بل تعتريني الرغبة لأن نبقى سويا جنبا الى جنب و نعيش تلك النشوة الأبدية ..

لعله لم يفهم المقصد بعد ..
أ َأ ُصارحــه بما يجول في قرارة نفسي ؟
لا أريد لهذا الرسم بأن يكتمل..
فلم أ ُشبـِع خــيالي منه ، و ها قد بدأت للتوّ أخوض في غمار تفاصيل علاقتي به ..

صمت..
بعد صمت..
بعد صمت..
غير معقـول ما يحدث !
ألم يلحظ ذاك الشرود المطلّ من شرفــة عيني ؟
تـَسارُع دقــات القلب ، و انقطاع النـّـَفَس؟
قد غادرتني انفاسي لتضطجع على أضلعه ..

ينتابني انهاك ٌ نفسجسماني ..
فأأخـُذ استراحــه قصيرة من الشرود ،،لأنشغل بشرودٍ آخر ..
أتمتم بيني و بين نفسي ..
ممم..
"يالَ خفة و رشاقة حركاته ..
ليتني كنت بيضاء بلا ملامح كتلك المنحوته المعروضه في ذاك الركن ..
حتى يمرر بريشته على جسدي المتجمد على الأريكة ليضفي عليه لوناً من الحـياة "..
لكن لا حياة لمن تنادي ..
الوقت في انقضاء ..
طفح الكيل ..
ولا بدّ للبوح من سبيل ..
سأفـجّرها في وجهه..

لتفهم يا رجل!!
لا تـُمـَوِّهك الصورة ..
ولا يخدعـنّـَكَ ركود موج البحر ..
منظر سكوني الذي اعتدت تصويره في مجموعه لوحاتك مـُقـنّــَع الى حدّ ما ..
فالرياح و ان سـَكَنت تردفها العواصف ..
و للبراكين مع ثوراتها لقاء بالمصائف ..

فأنا في الخــباء ..
أنثى كباقي النــساء ..
اتشابه معهن بخصائصهن البيولوجية
و تكويناتهن الموروثة..
والشيء الوحيد الذي أتفـوّق به عليهن
هو فــرط الأنوثة ...
أ َيْ اني في نهاية المطاف و
بالمختصر المفيد ..
" أنثى لها حاجاتها السرية .. و عواطفها الخصوصية "












قصاصات من وصاياي



و نادى المنادي ...

(حي على الجــــهاد)



قصاصتي



بسم الله الرحمن الرحــيم
طفلي .. محبوبي الصغيير ..
تلك الأيام التي جمعت روحينا ..
واحتوتهما في قالب جسد واحد ..
راقبتها بأدق تفاصيلها دون غفله ...
مذ كـُنت َ فيه نطفــةً لا تحمل فيها من ملامح الآدميّ شيئا الى ان اتممت برعايه الله مراحل تكوينك ..
في بداية المسألة ..
كنت كالسمكه الصغيره التي تعوم في احشائي ..
ورغم وضعك الخاص آنذاك الا اني كنت منشغله بك دوما..
قلبا و قالبا ..
أُناغيك ..
أحاكيك ..
و في الأصيل اروي لك من الحكايا ..

اشعر بوداعه قهقهاتك ..
بدفء انفاسك ..
و ان تألمت سرعان ما اهرع لتسكين آلامك بالتسبيح و الترتيل ..

صغيري ..
قبل ان تأتي لهذه الدنيا كان للحياة عندي معنى آخر ..
و كانت لي رؤيه مختلفة ..
كنتُ انا كالطفلة , و كنت انت قصتي الخرافية ..
ولا تدري أي قصه كانت ..
فوضع تفاصيل مجريات حياتك كانت اشهى و ألذ خرافة تناولها فكر تلك الطفله ..

صغيري .. ملاكي الطاهر ..
بعد ان شرفتنا و شرفت هذه الدنيا بقدومك ..

وبعد تكبير والدك في اذنك
وتحسس اناملي لرقه جلدك و دقه عظمك ..
نظرت لعينيك..
لم اجد بهما ذاك الرسم الخرافي الذي صورته بخيالي لك قبل ولادتك بقليل ..
لحظتها ..
تراءت امام اعيـُني صور و مشاهد اخرى حتى اغرورقت ..
فما كان مني الا ان اضعك على صدري المتوقد بالمشاعر و ان انذرك للرحمن ..
"اللهم تقــبَّل منا هذا القربان "

صغيري .. بنيّ ..
تربيتك لم تكن ابدا بالتربيه اليسيره ..
فاهتمامي و اهتمام والدك كان منصبا في ابعادك عن الزيغ ..
و تنشئتك تنشئة رجل حميّ على الدين و الوطن ..
كناّ نجـدّّ في زراعة بذراتك ..
لنجني ثمار ما حصدناه ..
فعلمناك بان الصلاة يتبعها التسبيح ..
وان الساعة تستلزم اعداد العده و التسليح ..
و اشهد الله انك كنت أبداً كما نريد و نرجو ..

طفلي ..
ان لهذه الحياه كــُنه لا يعييه الكثيرون ..
لكني اعلم علم اليقين بأنك احد هؤلاء القله المستبصرين ..

فأي رجولة لا تفزع لصرخات المستصرخين ؟
و أي قلب لا تدميه جراحات المستضعفين ؟
بل اين ذاك المفهوم الذي لقّب نفسه بالانسانية ؟
و هناك الملايين من الافئده التي تسعر بلظى الجبروت و القهر ..


بنيّ ..
سنون مضت و ها انت تقارب الحُــلم ..
وها قد شارف يوم ايفاء النذور ..
والله لن تهدأ سريرتي الا برؤيه رايتك مخضبه بدماء استشهادك..
فبيض وجهي امام المولى عز و جل ..


بني ..
ما سأتـلوا على مسامعك ..
نـَـثرٌٌ من احلامي ..
و توصياتي لك
ليست انتقاصا من قدرك ..
ولا بريبة من فعالك ..
فانت عطية الرحمن ..
زرَعــَتـْـك َ اشرف بذره ..
و نزعاتك طاهرة بالفطرة ..
لكن ذكرّ فإن الذكرى تنفع المؤمنين ..
"بني لا تهـِم على وجهك كؤلئك الذين يتراقصون على أنغام الجحيم ..
ولا تكن كتلك الزمرة المتكاسلة ..المتهالكة .. المتهافتة على الخنوع و التسليم ..
واقتلع بتلك الكفين الانياب التي كشرت عنها الذئاب..

بني ..
بقايا وصاياي القليله..

"انصر دينك .. و اذكرنا يوم المحشـــر"



امك ..






-------------------------------

قصاصة ابن









بسم الله الرحمن الرحيم ..

امي الحبيبه ..
سلِمَت يدٌ عليها شـِبت ..
ولا ضيع الله لك أجر ..

أي أ ُمـيّمه ..
لا تهرعي و لا تجزعي ..
لتسكن جوارحك ..
و ليطمئن قلبك ..
فكيف يحيد فكري عن هذا الامر ؟
بل كيف تنطفى نار شوقي للقاء داحي الأرضين و رافع السماوات في عليين ..
و انا الذي شبّ عودي بين الشرعه و الشريعه ؟
أي اميّمه ..
وصلت حميّتي لحد التشبع ..
واني لأستحسن الموت ألف مره على ان اعيش مهدر الكرامة ..
أي اميـّمه ..
لا يـُثني عزائم الابطال الا الردى ..
و ان دمي ليستعصي الا ان يروي ثرى الجبهات ..

امي الحبيبة ..
ها انا ذا معتكف متهجد تحت ضوء القمر ..
منشغل في همي ..
اعد العدّه لتلك الساعه ..
واقفا على عتبه باب دار البقاء..
متوكلا على الله ..
قاصدا النزوح عنها ..
تارككم ..
سائرا على هدي الرحمن ..
حبكم في قلبي ..
سلاحي بيميني ..
الرايه بيساري ..
ومن فوق رأسي الفرقان ..
أمي الحبيبة ..
إن اكرمني العلي القدير ,, و رفعني درجات ,, و كتبني مع الشهداء و الصديقين ..
تيقني حينها انني ان شاء الله هناك عند الرفيق الأعلى و لظى شوقي يترقب لقاكم ..

أميمة ..
ثقي باني لن اعود الا بكفنٍ ملطخ بدماي ..
"فإما النصر , و إما الشهاده "..


المرسل
فلذه كبدك ..

كــفنٌ و كــافور

























جدتي .. سيدة المنزل الكبير ..
كم امقت تلك اللحظات التي تضعين بها كفنك المشبّع برائحة السدر و الكافور بين يدي قـُبيل كل رحلة سفر تقومين بها ..
حينها اتمنى لو أمكنني تمزيقه إربا إربا ..
ليس لأني لا أؤمن بأن الموت حق !
فالموت هو أقرب صديق لابن آدم ..
بل لأني لا ارغب بتسابق لحظات الفراق إليّ ..
تمرّ علي احيان ، اتمنى ان يفنى فيها عمري قبل حلول أوان موعد الافتراق الاخير ..
عندما تغادرين منزلك و تتركين الديار ..
يخنقني الانتظار ..
يستملكني الاحساس بالتشتت و التشرد ..
لا أجد مخبأً ألوذ إليه و لا كهفا احتمي به (يا ملجئي بعد الله سبحانه ) ..
عندما يؤصد منزلك الكبير ابوابه ..
اشعر بانغلاق ابواب السماء في وجهي ..
كم هي قاتله تلك اللحظات ..

جدتي ..
اعذريني ان لم اقم بتوديعك مع المودعين ..
فأحاسيسي تتحسس من تلك المواقف ..
تُشل حركتي الاّ من تلك العبرات التي تـُسكب من عيني ..
فانعزل
لأمنع عن مرآكِ لحظات تهادر دمع العين ..
لانه
يصعب علي فراق سيده المنزل الكبير ..
و يصعب علي اكثر رؤية الألم المنبعث من حجري عينيك ..
"لا ابكى الله لك عينا"
فالله وحده يعلم غلاوة دموعك في قلبي ..
دمعٌ
لا ذهبٌ و لا ماسٌ يضاهيه ..

جدتي ..
عودي و أعيدي لأيامي الابتسامة..
لتعودي قبل ان امزق كفنك الخمسين !
ها انا منغمسه في انتظاري ..
أترقب ساعه عودتك الميمونة على أحرّ من الجمر و لسان حالي يدعوا ..
"اطال الله في عمرك وابقاك في صحة و عافية ..
و دمت لقلوبٍ عشقتكِ"..


حفيدتك

أ ُحجية سجين البؤبؤ









ايها الطـّيف ..
شغفي ..


وولعي بصاحبك ..


لا يخضعان ابدا لقوانين عامه ..
ولا يحركهما قانون الجاذبية ..

فما يجتذبني إليه , كيمياء خاصة لم اجد لها تفسيرا في أي من كتب ابن حــياّن او حتى كتب الكيمياء المستحدثه ..
انا ما عُــدتُ مُــلك يديَّ ..
و لم يعد جزءُ مني منتمياً إلي ّ ..
حتى مملكة فكري غدت رهينة سُــلطانه ..
ذاكرتي تـُعيـد لي صوراً من لقاءاتنا الاولى ..
اذكر حينها,, همساته في اذني .. مداعباته .. دغدغاته لي ..
كم اصابتني بالجنون !
عندما اكون معه تنتابني حاله من اللاوعي ..
و آهٍ .. آهٍ..
كم تعلقت نفسي باطراف اهدابه ..
اما نظراته فكانت تــُسلّمني الى المزيد من العذاب ..

أيها الطيف ..
ما زال صاحبك مطبوعا في الذاكره ..
قسمات وجهه و خطوطه بِتُّ احفظها عن ظهر قلب ..
حتى تعرجات بصماتـه بإمكان جلدتي ان تتعرفها من بين جموع المخاليق ..
..
ايها الطيف ..
اخبر صاحبك ..
كم اشتاق لثوره بركانه ..
لحممه التي كانت تكويني كل يوم ..
اخبره ..
ان ايامي بعده غدت كسائر الايام ..
وان ايامي معه وحدها كانت مختلفه ..
صرت اتمنى لو كان الروتين شيئاً يــُكسر بالعنف ..
كما يــُكسـَر الزجاج بالإلقاء على السطح الصلب ..
بت منعزله خلف اسوار الخجل ..
حتى حنجرتي تآكلها الصدأ من فرط الاهمال ..
و حتى تكون الصوره اوضح ..
آثرت ان اقدم لك تقريرا عن ملخصي اليومي ..

افيق كل صباح على نغم الزقازق مع بوادر الضياء الاولى ..
أوحد الله ..
احمده ..
و اثني عليه النعم التي يغذيني بها كل صبيحة و مسيّـة ..
انهض بخفه كالريشه ..
و نشاطٍ كنشاط النحلة ..
اغسل عيني بمجد الصباح ..
و اسلم نفسي للدش ..
فاتذكرك مع كل قطرة ماء اكتسى بها جسدي ..
أحاول ان اختبأ عنك ..
ألتـقط منشفتي و ألوذ ُ الى مرآتي ..
أراها تناظرني , لكني اعجز عن مشاطرتها النظرات ..

ليس لسبب إلا لذاك الضباب الذي اكتساها ليخفي عني ملامح وجهها الجميل ..
فأ ُدني بطرف اصبعي منها ..
أداعب انفها ..
و انقش على جبينها حروف اسمك ..
امسح عنها بخار الماء الذي تكثف على سطحها ..
لتنعكس صورتي حالا عليها ..
فأرى نفسي و أراك مسجونا في بؤبؤ عيني ..
تحدّق لإنعـكاسة جسدي المبتل على المرآة ..
فاخجل تارة ً اخرى و أطلق ضحكاتي الطفولية التي عهدتها ..
بعدها ..
اشكر الله على ذاك النعيم ..
ثم
اتوجه الى تسريحتي ..
اسرّح شعري و اعقد خصلاته بخيوط الشمس ..
اسرّحه تماما كما أحببته ..
وفي الليل ..
ورغم اني مختلية بنفسي و مستلقية على سريري في حجرتي الخاصة ..

ينتابني خجل لا مثيل له ..
تتلون وجنتاي بألوان قوس الله ..
الى ان تستقر على لون الدّراق الأحمر ..
ما السّر وراء ذلك ؟
السرّ يكمن في محضر طيفك الذي لا يباعدني ..
لأخبرك امرا ليكن بيننا ..
عندما يختلي بي طيفك ..
تختل مقاييس الحرارة في بدني ..
يتضارب المناخ ما بين دفء ٍ و برودة ..
صقيع ٍ و سخونه ..
يا للعجب !
ما تلك الاحجية؟
هل السبب في ان الأطياف تطوّق عادة بهالة من البرودة ؟
و ان كان ذلك صحيحا ..
فما سر السخونه التي تلهبني ؟
وهج شرارات اللقاء ؟
ام حراره الاشتياق ؟
ممم...
ذاك الدخان المنبعث من جسدي قبل بضع دقائق ،، ما تفسيره ؟
في الفيزيقا قالوا بان الدخان ناتج طبيعي عن أي احتكاك بين جسمين ..
لحظه من فضلك !
هل كان طيفك يلاطفني للتو ؟
اجبني !
هل لتفسيراتي اساس على ارض الواقع ؟
هل انا موشكه على الوصول للاستبصار !؟
ام اني ما زلت اعيش في عالم اللاوعي ؟
ربـــــــاه ! جن جنوني !
تاهت نفسي بين دفتي الوعي و اللاوعي ..
لا اعرف لأيهما اكون اقرب ..
لكن ما انا متيقنه منه هو ان احاسيسي سجينه خلف القضبان بصحبة سجين البؤبؤ ..

لذلك ايها الطيف لي بضع رسائل تحملها له معك ..
قل له ..
ان رمتك الصدفه يوما على ضفاف خواطري و مذكراتي ..
و بعد ان تقوم بمعاينتها ..
استحلفك بالله ان تسترجع معي من ذاكرتك اروع قصص كنا نحن بطلاها ..
عد بذاكرتك للوراء..
للذكريات الجميله التي استجمعتنا معا ..
وقف مع نفسك عند مشاهد الفصل الاخير ..
اعد قراءته مرات و مرات ..
أمعن النظر و التمحيص في احداثه ..
و اتعظ من اخطائك في علاقاتك الجديدة ..
لا تجعل بيتك أوهن البيوت ..
و إياك ان ترفع أسقـفه بخيوط العنكبوت ..
فانه ليعز عليّ بل يدمي قلبي ان أرى من احببت يــُنخرُ من جسده بالهرج و المرج ..
فالناس ليسوا اشباه بعضهم البعض ..
و ملامح وجهي لا تشبه ملامح احد منهم ..
ان كنت اتغاضى عن امور و امرر الحوادث ببساطة و اقبلها بحسن نية ..
فذلك لا يعني بالضروره ان غيري يرفع نفس الشعار الذي ارفع ..
"خذ اخاك على سبعين محمل"
و تذكر دوما بان الدنيا تعج بالأفاعي و الثعالب و الضباع ..

و ما كل فحيح ٍ و ضباح ٍ تـُسمع

و اخيرا و ليس آخرا ..
بلغه سلامي مع احترامي
..

و عادت المياه الى مجاريها ..




تزوجت و انا في مقتبل العمر و تحديدا في احدى مراحل الثانويه ..
حيث كونا انا و زوجي عائله صغيره ..
بدأت خطواتها الاولى برَويّة ..
اصبحت لنا فيها مساحه خاصة للنقاش ...
كان زوجي رجلا لطيفا ,مثقفا و ظريفا ...
اما انا فقد كنت كاليرقه الصغيره التي تحاول بكل هدوء و شجاعه الانفصال عن الشرنقه ...
و رغم الود الذي كان يجمعنا و المحبة التى كانت تربطنا الا اني لا انكر ابدا انا كنا نعاني ازمة المشاحنات و الشجارات التى قد تعصف بأي بيئه جديده ..
فلم نكن متفاهمين بالشكل المطلوب , لنا آراء مختلفة ووجهات نظر متضاربه هذا بالاضافه الى غيره زوجي اللامحدوده ,كل ذلك كان سببا وراء توتر العلاقه فيما بيننا ..
و مع انقضاء الوقت في ظل هذا التوتر ..
و لرغبتنا في اكمال المسيرة معا ..
بات كلانا يعمل جاهدا على مقاربة كفتي الميزان ..
واصبح كل منا يدعو الله في قراره نفسه بأن يتم سنتنا الاولى على خير..
لكن مشيئه الله فوق كل مشيئه..
لم يكتمل نمو زواجنا و اجهض و وقع الطلاق ...
رغم ألمي بفقدان حبيبي و زوجي الا اني لم ايأس و لم انكسر "فالضربه التى لا تقصم ظهر المرأ تقويه"..
اتممت المرحلة الثانويه و التحقت باحدى الكليات رغبة مني في التعمق بدراسة النفس البشرية و فهم الاخرين ..
اختياري لهذا التخصص كان و لله الحمد صائبا و موفقا ..
فانا لم اجد نفسي الا حيث تكون راحة و سعاده الاخرين ...
مرت سنوات الدراسه..
اتممت البكالوريوس ..
ادّيت القسم ..
و نذرت حياتي لخدمه و خير البشر ..
شغلت بعدها منصب ( مرشد متدرب) لاصلاح ذات البين ..
مهنه جليله و نبيله تملؤها الروايات و الحكايا ..
منها المحزن و المبكي و منها المضحك و المخزي ..
امدتني تلك التجارب التي حملها الناس الّي بالدراية و الخبرة ..
و جاء ذالك اليوم الذي وكلت فيه الى احدى المهمات والتى كان هدفها مساعده احدى الزيجات البائسة و المشرفه على الطلاق ..
كعادتي ...
كنت قابعه في مكتبي اترقب و انتظر الزوجان ...
ما هي الا دقائق معدوده و اذا بالزوجان يقفان على بابي و يلقيان التحية ..
رفعت بعيني قليلا من على سطح المكتب لألمح وجهيهما ..
و ليتني لم افعل ...
مسكين قلبي ..
ما زلت تحتفظ ببقايا الحب ؟
ها هو زوجي السابق و حرمه الجديده !
عاد و ايقظ في قلبي المشاعر النائمة ..
ترجلت من على كرسيي ووقفت ارحب بهما بحفاوه و دعوتهما للجلوس ..
بعد برهه..
ساد الصمت و عمت الدهشة ارجاء المكتب ..
و بات كلانا يسترق النظر الى الاخر ..
ارمقته بنظرات الحنين و العتاب ..
فاوطأ رأسه حسرة و خيبه ..
هدوء ... و نظرات ... و ذكريات ..
و فجأة..
نطقت زوجته الكريمة لتبدد بذلك الصمت القاتل ..
افقت من جديد ..
و تذكرت الواجب و تذكرت القسم ..
و عزمت جاهده على مساعده زوجي العزيز على انجاح زيجته الجديده ..
انتقيت ألطف الكلمات و ركبت أرق العبارات و بذلت ما في وسعي في سبيل اقناعهما بالعدول عن ذلك القرار ..
و بعد جهد جهيد و بتوفيق من الله ..
استطعت ان اعيد الرحمه و الوفاق و الود الى قلبيهما ..
و عادت المياه الى مجاريها ..


"بمجاهده نفسي .. و انجاز واجبي ... أتممت الانتصار "

و رحـل ساقي الوردة ..





في زمنٍ ولىّ ..
اذكر انه كانت لي احلام ...
ان اعيش بكنفك ..
ان تكون لي ..ان اكون لك ..
ان تنتشلتي من غيهب الزمن البائس ..
ان نبني سوياً حياةً تقف على أرجل لا على عَمَد ، كي تسير معنا حيثما سرنا إذا ما اضطرّنا الرحيل ..

كنت قد اخذت على نفسي عهدا ..
ان اكون لك زوجة غير اعتياديه ..
ان احفظك في عرضك ، في مالك ..
في محضرك و في غيابك ..
ان ابيض لك وجهك ..
و ان تفخر و تتباهى بي امام قرابتك و صحبك ..
ان اكون ربه منزل متميزه ..
كجدتي وجدتك ..
و ان أعد لك الاطباق التى تفضلها ..

عاهدت نفسي ان اكون خير ام لابنائك ..
ان يظل قلبي خفاقا ..
رحيما عليهم مهما انتهت عليه الظروف ..
ان اشاركك تربيتهم في ظل الرحمن ..
و أقاسمك مسؤولياتهم بغير منَ و امتنان ..

عاهدت نفسي ان اكون لك الزوجة و الاخت والحبيبة ..
ان اكون الإمرأة و الطفله ..
ان اظهر لك انوثة طاغية ..
ان نتسلى باللـّعب و بالطرق التي يهواها قلبك ..

عاهدت نفسي ..
ان لا استفزك قط ..
ان اسعى جاهدة ً لراحتك و هنائك ..
فجـُل َّ همي هو ارضاؤك !

عاهدت نفسي ان اخفف عنك المثاقيل ..
ان احملها من على كاهلك ..
و اذا ما عدت َ من العمل ..
ان لا استقبلك الا بابتسامة ..
ان امسح قطرات العرق من على جبينك ..
أ ُقبِّـل كفاك ..
و ادعوا الله ان يقويك على كدحك ..
و يبارك لك في حلال رزقك ..

عاهدت نفسي ان تاهت بك الطرق ..
ان لا ادعك وحدك ..
ان ألتقط يدك ..
لا اتركها ابداً ..
و ان نحاول ايجاد المخرج معاَ ..

عاهدت نفسي ..
ان اسير معك جنبا الى جنب ..
ان اجفف مواقع البلل التى تشقّ عليك الطريق ..
ان احفظك من الزلل ..
و ان شاءت المقادير بأن تقع مره ..
فسأرفعك و اسند لك ظهرك ..

عاهدت نفسي ..
ان ابرّ والديك كما ابر والديّ ..
عيناي تحرسهما..
و قلبي مسكنهما ..
ان اكون لهما في الكبر عوناً ..
وان اترفق بهما كما ترفقا بك صغيرا ..

أيها القاضي ..
تلك كانت احلامي قبل ان تصدر عليّ حكما بالنفي و الإبعاد ..
انتظرتك بلهفة ..
لم يكن بالحسبان انك ستعود لتطفىء لوعة الانتظار بوداع مدفوع الأجر !
بأيّ ذنب اجريت علي حكمك ؟!
هل لأننا أناسٌ بسطاء ، أحلامنا بحجم بساطتنا !!

لم تنظر الى الأمر الاّ من منظارك الضيق الأفق ..
قلت لا تبدي احدا على مشاعر والديك ..
كنت انانيا لابعد الحدود ..
لم تكترث أبدا لأشجان والـدي المسكين ..
لن أثقل عليك اللوم ..
فأنت لم تعش بعد حياة الابوية ..
ولا تعرف وقع منظر انكسار الابن في مرأى من عيني ابيه ..

تلك الصفعات التي قدمتها لي تركت في نفسي وصمة ً لن تمحى عبر السنين ..


جلادي .. يا حضرة القاضي ..
لن اتمنى بان تتذوق ما ذقت على يديك ..
فأنت لا تعلم مرارة ان تـُسلب النعم التي تعشقها ..

كنت اتصرف معك على سجـيـّتي ..
أوضحت لك مساوئي قبل مزاياي ..
أبديتُ لك عفوية تامة ..
لم اصطنع كلمة ولا حتى ابتسامة ..
لكن ..
رحلت ..
لتخلف وراءك نزفان ..
نزف في قلب أبــي .. و نزف في قلــبي أنا ..
أ يسرك ان اخبرك ايضا بأن الصدوع التي سببتها على جدران قلبي لن تقبل الترميم ؟ ..
هل ترى كل الجراحات التى ملأت جسد الوردة ؟
هذا ما تسببه ساقيها بعد رحيله ..
وَ هَن عودعا ..
بتلاتها جفّت ..
وكما غدر بها الساقي أول مره ..
ها هو القدر يعاود كرّه سلفه ..
أ َسجـَلـَها للــذ ّبــول ..

اتحتاج لمزيد من التوضيحات و التفاسير !!؟

هل عشتَ يوما الإحساس بالتمزق و الإحتضار ؟
بالتلاشي ... بالإنهيار ..
او ان تتجمد على أعقاب الانصهار !

اراك سعيدا تشاطر زوجة مستقبلك الاحلام و الاهواء ..
بينما انا ..
تركتني لأشاطر احلامي مع الهواء ..

لم تترك لي بعد رحيلك سلوى ،، سوى رماد ذكريات أحر َقــَـتها زفراتي ...
حتى ذاك النصب التقديري الذي رفعته لي بيديك ..
عادت يداك مجددا لتحطّـّه و تحطمه ..

ما هذه الاشياء التي تدور حولك ؟
تساؤلات و استفسارات ؟
استطيع ان ألحظ من بعيد علامات الاستفهام التي تحوم حول رأسك ..
تجمهرت أملاً في البحث عن فتات إجابات ..

لم انا هنا ؟
لأطلعك على امر ..
اذا أبلج ليـلٌ .. انقشع ..
و اذا اشتد حبـلٌ .. انقطع ..
ولا سأَم في انتظار الغوث ..
لقد تكفلت الحياة بي كما تتكفل بعض القلوب الرحيمة باحتضان المشردين ..
تكفلت بتجفيف عبراتي ..
بتبريد زفراتي ..
حتى بتسكين الأنين ..
و الحمد لله على جميع نائله ..
ففظاعة الخطب الذي اعترضني لم يزدني إلا زلفات قرب من الله ..

ثمة امر آخر لأخبرك به ..
إني لأخجل ان نقف بين يدي جبار السماوات لتتصافى القلوب و تصفى من عوالق دنيا مخزية
زينت لنا البشاعه و السوء و التملّق ..
انا لن اسمح لها بأن تأخذني بعيدا عن هذا الحد ..
لن اجلب معي تلك الاغلال و الاحقاد الى يوم تـُنصف فيه حقوق العباد ..
كلا و لستُ بسقيمة الصدر عليك ..


حضره القاضي ..
بعد الجلسات المطولة الطوال ..
و بعد النطق بالحكم بغير وجه حق و الإرحال ..
لدي كلمات اخيره ..
سمعت ان زفافك قرب موعده ..
لذلك ..
اجهزت لك جهازك ..
مع بعض الكتب التي ستفيدك في الزواج و باقي حياتك ..
ابتعت لك عباءة من أجود و افضل أنواع العباءات الرجالية ...
احتفظ بها لك في خزانتي الخاصة ..
اعتني بها ..
أ ُطيـّبها كل صباح و عشيه ..
بالعود و العطور و عبق الزهور ..
و اعدّها لموعد قريب معك لارتدائها ..


ايها الساقي ...
بعد بضع ايام يتساوى طرفا المعادلة ...
[ يوم أمس زفــَفتني إلى قبري .. و بعد أيام .. أزُفّـــك لعروسك ]


و رحل ساقي الوردة ....