BLOGGER TEMPLATES AND TWITTER BACKGROUNDS »

فلســـفة رأسمالية



اقدار ..
شاءت ان تحصرنا بين جلدتي كتاب التاريخ ..
و يأبى التأريخ إلا ان يترك في احدى صفحاته سيره مجتمعي الرأس مالي ..
مجتمع لم اختر فيه بمحض ارادتي ان اكون من اكون ..
و لم تكن ليديّ الحيله في ان تسعفاني و ان تحددا لي خيارا من بين القوسين ..
ان ( انتمي - او– لا انتمي ) الى ذاك النسق ..
ذنبي الوحيد ..
ان اول شهقه لي من محيط جوي الجديد انعشت شعبي الهوائية ..
كما استسـَغـْت اول مضغة لي ..
لا تثريب عليّ ..
فلم اكن على بيّنه من الوضع السائد في المنطقة ..
ولم تتضح لي حقيقة مجتمعي الا بعد ان اخذت مداركي في التوسع ..
لسوء الحظ انه احد المجتمعات التي تخلت عن انبل القيم الانسانية ..
بل احد المجتمعات التي قلــّدها شعــبها
وسام الطــّبقية ..
صنفها البعض في الصفحات على انها طبقتان ..
و أراها من دونهم طبقتين تفصلهما فجوة كبيرة ..
خلاصها بمسيرة مئات السنين ..


جــُبـِل َ غيري على ان يكون برجوازيا ..
و جــُــبـِلت على ان اكون فردا ً بروليتاريا ً ..
ليس لي الحق بأن احرّك ساكنا ..
و ليس من حقي ان اتوغل بين صفوفهم ..

انتم يا اصحاب المجتمع المخملي كالمخانق على رقابنا ..
نشرتم منطقكم بالقوة ..
و قبلناه منكم عنوة ..
لا تسمحون لنا بالحراك إلا ضمن الأوساط التى اوجدتموها لنعيش في حدودها ..
فالحراك الطوليّ او الارتقاء لأعلى يخضعان لبروتوكولات صارمة ..
بل هما وفقا لمعاييركم أمر مفروغ منه ..
اما اعيننا الحالمة برؤية قطب العالم الشمالي فهي بمجملها تعاني من عمى الالوان ..
حتى و ان تأنــّقـَت خلف تلك النظاظير الباهظة الثمن لن تتمكن إلا من ابصار المشهد بلونين اثنين [ اسود و ابيض ] ..


كنت ما زلت واعية بذلك الى ان حلّ المحظور ..
لا اعرف ما حــلّ بي لبرهة !
هل نسيت ام تناسيت بانّك أحد خواص الرأسماليين ، و انكم يا اصحاب العقول التجارية الفذّة
لم تـُخلق لكم قلوب تخفق لتصلوا بها لمرحلة الهوى او لمرحلة ما بعد الحب و الجوى ..
بل اختلقتم قلوبا لمآرب أخرى ...
هذا ان كانت موجودة اصلا ً ..
فلا يشغلكم شأن سوى تكديس رؤوس الأموال و ملئ ارصدتكم في البنوك ..
اما تلك الاحاسيس و العواطف التي كنت اتطلـّع إليها و ارتجي وجودها بين حناياك فهي سراب ٌ بعد سراب ..
و كأن الاحاسيس ما خـُلقت إلا لنا نحن معشر البروليتاريا ..
خــُلقت لتخفف عنا وحشة الإغتراب في اقطارنا ..
لتجفف في الليالي الخرساء دموع ملاهيفنا ..
او لتوجد في الظلمة الدمساء شرارة تـُشعـَل بها قناديلنا ..
بإيجاز ..
هي مفاتيح الفرج التي تجمع تهامس العشاق تحت ضوء القمرة ..

كم كنت بلهاء حين أنستني جرف العاطفة هويتي الحقيقية ..
فلست ممن تتأبط محفظته ذراعه ..
ولا اسير على صفائح من ذهب ..

كنت سرّ صفقاتك الرابحة ..
اسكب دماء اوردتي في محبرتك كل أمسية لتقوم في صبيحة اليوم التالي باستغلالها في خط تواقيعك التجارية ..
و ما ان فاضت بك الأرباح حتى اعلنت يوم بيعتي ..
هي بيــعة واحدة ..
لكنها بيعة لن تزيدك إلا خــسارة ..


عبر التاريخ جرى القول و تواتر على ان الرجل طفل كبير ..
نعم ،، تلك حقيقة اخرى عشت مرارتها ..
كنت لزمن دميتك المفضلة " دمية ذاك الغطاء المخملي " ..
ما ان سأمت من وجودها حولك حتى رميتها على أرضية قصرك الفاره ..
تحطمت اجزاء الدمية ..
رجتك بصوتها الدافئ المكسور ان تعيد ترميم ما قد تلف منها ..
بل توسلت بك و استنجدت بمروءتك ان لا ترميها على احضان غيرك من الرجال ..
لكن جميع توسلاتها راحت سدى ً ..

اتعجـّب كيف انك مارست طقوس الحب معي ..
لم تردعني عن حبّك ..
بل على العكس ،، اخذت تجتهد في إذكاء النار ..
و اتعجب اكثر كيف اني ارتجيت رحمة من قلوبهم خواء لم تخلق بها العاطفة !

ايها البرجوازي المتعصب ..
قد تكون رؤوس اموالكم سببا في استمرارنا ..
لكن قلوبنا التى وُهـِبـْنا ، و سواعدنا التي كابدت مشقة استغلالكم لها ، هي من ارست قواعد الأوطان و عمرتها ..
صحيح اننا لم نذق ذاك الزّبــَد الذي ذاقته ايامكم ..
وقد نعيش بقية ايامنا محرومون ..
الا اني اجزم لك ..
بأنه لو عاد بي الزمن للخلف و خيرني بين قلبٍ ينبض و عيشٍ رغــِد ..
لآثرت الاول
بلا تردد ..

ولمزيد من المعرفة ..
فإن تلك السقطه حتى و ان افقدتني عبر الزمن الذاكرة ، لن تقوى او تجأش على افقادي قلباً خفاقا ً ..
سأبقى على ايماني القديم ..
دمية بروليتارية تعيش على بصيص أمل في ان يعشقها رجل كفؤ لذاك الحب ..
يسكنها في حجره ..
يلملمها في احضانه ..
و يتفنن بإعادة تركيب أجزائها ..






مونــاليزا





استلقي على الأريكة و اسلم نفسي لفرشه الرسام ..
اتابع حدقتيه و هما تتبعاني ليلتقط بهما ما يناسب ذوق مقاييسه ..
يأخذ في شخط الخطوط و هندسة الزوايا على لوحته الزيتية التي لم ترَ النور بعد..
فأستـَشفّ في كل زاوية من زوايا رسمه عدد من سنوات عمري التي استقرت فيها..
نظراته الفاترة التي ينظر إلي بها من جوانب متعددة تنفث في قلبي الرعب ..
ففي كل جانب تتربع قصة من قصص حياتي الوجيزة ..

ينظر..
فتتبادر الى ذهني حزمة من الأسئلة..
تـُرى هل سرّه التنوع القصصي في مسيرة حياتي ؟
وان كان ..
بأيها سيـُعجب أكثر ؟؟
لم أزل مستلقية و على جسدي تلك الخرقة البالية- التي تكشف منه أكثر مما تستر- وانا في حالة استسلام تام لريشته و لنظراته التي تستنزف قواي وتفترسني بـِنـَهَم ..

أتابع شخبطاته بحذافيرها ..
هو يناضل ليجعل مني موناليزا أخرى ..
بينما انا أناضل لأنثر تعويذاتي الأنثوية عليه ..
يسرح بي الفكر بعيدا عن مضمون اللوحة ..
بقياس حدود شفتيه و تقدير عدد الشعرات التي تفترش ذقنه و شاربيه ..
و يسرح هو بخياله التشكيلي ..
وفي الوقت الذي يتوق هو لإتمام ما بدأ ..
أتوق انا لأن يقبض عليّ كما يقبض على فرشاته الآن و يمتص عني مرارة و غضب السنين ..
أحاول عرقله عمله بقليل من التنهدات و التأوهات لأهيج في أعماقه الرجولة ..
يلتفت علي بنفس النظرات الباردة التي لم أفهم لغتها ..
ثم يسترسل ..

فأعاود تشويشه ..
اعض على شفتيّ و احرك ساقيّ في الهواء ..
يلتفت مجددا و يكرر المشهد ذاته بإضافات بسيطة إليه
(ابتسامه غامضة و ومضة مشعة من عينيه)..
ترى هل استفزّه الوضع ؟!
افٍّ.. افّ..
انا أُجـن كي أزلزل في اعماقه تلك الفطرة و اوقعه في حبائل انوثتي و شباكها ..
بينما يـُحـنـّـِط هو جميع ردود فـِعالـِه ..
اضيّع الوقت ..
لا أريد ان يفرغ مما في يده ليذهب كل منا في حال سبيله ..
بل تعتريني الرغبة لأن نبقى سويا جنبا الى جنب و نعيش تلك النشوة الأبدية ..

لعله لم يفهم المقصد بعد ..
أ َأ ُصارحــه بما يجول في قرارة نفسي ؟
لا أريد لهذا الرسم بأن يكتمل..
فلم أ ُشبـِع خــيالي منه ، و ها قد بدأت للتوّ أخوض في غمار تفاصيل علاقتي به ..

صمت..
بعد صمت..
بعد صمت..
غير معقـول ما يحدث !
ألم يلحظ ذاك الشرود المطلّ من شرفــة عيني ؟
تـَسارُع دقــات القلب ، و انقطاع النـّـَفَس؟
قد غادرتني انفاسي لتضطجع على أضلعه ..

ينتابني انهاك ٌ نفسجسماني ..
فأأخـُذ استراحــه قصيرة من الشرود ،،لأنشغل بشرودٍ آخر ..
أتمتم بيني و بين نفسي ..
ممم..
"يالَ خفة و رشاقة حركاته ..
ليتني كنت بيضاء بلا ملامح كتلك المنحوته المعروضه في ذاك الركن ..
حتى يمرر بريشته على جسدي المتجمد على الأريكة ليضفي عليه لوناً من الحـياة "..
لكن لا حياة لمن تنادي ..
الوقت في انقضاء ..
طفح الكيل ..
ولا بدّ للبوح من سبيل ..
سأفـجّرها في وجهه..

لتفهم يا رجل!!
لا تـُمـَوِّهك الصورة ..
ولا يخدعـنّـَكَ ركود موج البحر ..
منظر سكوني الذي اعتدت تصويره في مجموعه لوحاتك مـُقـنّــَع الى حدّ ما ..
فالرياح و ان سـَكَنت تردفها العواصف ..
و للبراكين مع ثوراتها لقاء بالمصائف ..

فأنا في الخــباء ..
أنثى كباقي النــساء ..
اتشابه معهن بخصائصهن البيولوجية
و تكويناتهن الموروثة..
والشيء الوحيد الذي أتفـوّق به عليهن
هو فــرط الأنوثة ...
أ َيْ اني في نهاية المطاف و
بالمختصر المفيد ..
" أنثى لها حاجاتها السرية .. و عواطفها الخصوصية "