BLOGGER TEMPLATES AND TWITTER BACKGROUNDS »

مـشاريع مــؤجلة




اللطافه و الحذق و الوقار ..
صفات تجتمع كلها في زوج ..
زوج لا اعتبره كباقي الرجال ..
عايشت الكثير ..
و سبق ان رأيت رجالا تتشبث احلامهم بالثرى ..
اما احلامه فتكاد تخترق الفضاء عبر طبقة الاوزون ..
هو رجل يشبههم في الشكل العام و يختلف معهم في المضمون ..
قبل اقتراني به كان طموحه يتعدى نطاق واقعه ..
لكن لفت نظري اليه شده حماسه عند الحديث عن الدراسات العليا و التبحّر في التخصص ..
كان تارة يخبرني عن توقه للوصول لمآربه و تارة يشرح لي خططه و مشاريعه المستقبلية المؤجلة ..
يتوجب عليّ هنا الاعتراف و تسجيل اعجابي ، [ بهكذا رجل ، كهكذا طــموح ] ..
بعد ان وفقنا الله لإتمام عقد القران و ترتيبات الزواج و بعد الخوض في غمار الحياة الزوجية أصبحت هواية كلاً منا بحث الطرف الآخر و استكشاف ما تحت الغطاء ..
و كما هو شائع و مألوف ، فإن شهور الزواج الأولى عادة ما تكون غير مستقره لتنوع و تجدد أحداثها بشكل يومي ..
وها هي 7 شهور من الارتباط تمضي دون ان نشعر بانقضاء ايامها ..
الصوره العامه لذلك اليوم :
انا في المنزل في انتظار حضور زوجي من نهار يومٍ طويل و شاق من الكدح و العمل ..
قدم إليّ و قد اختلطت ألوانه ما بين حماس و فرح يكادا ان يقتلانه و بين خشية و تردد يوشكا ان يؤرّقا ليله ..
لاحظت حاله فقابلته بنفسٍ طيبة و قلت :
"أبعد الله عنك الهم و قلة السرور و ادام عليك الفرح و الحبور"
"لكن ألن تكشف لي عن سرّ حالك لأشاطرك الشعور ؟"
فردّ عليّ مـُمـَهـّدا ً لي الموضوع:
"اظن ان الأوان قد حان لتبصر أحلامي النور"
نظرت اليه ببعض الاستغراب جاهلةً ما يربو إليه ..
فأوضح لي الامر تفصيلا فعلمت ان مكان عمله سيبتعثونه لإتمام دراسته العليا في الخارج ..
سقط الخبر كالصاعقة على رأسي ! خصوصا وان الظروف لم تكن تسعفني لأوافيه حيثما سيستقر ..
لكن لم أشأ ان أثقل عليه و ان اكشف له عن بالغ حزني و ألمي لمشروع سفره المفاجيء ، بل على العكس أخذت في شحذ هممه و تذكيره بالأحلام الوردية التي لطالما دغدغته ..
مع ذلك احتمل انه لمس شيئا من الحزن في عينيّ رغم اني اجتهدت في الكبت قدر المستطاع ..
فاقترب مني محاولا مداعبتي ..
بلطف لف ذراعه حول عنقي سحبني نحوه ووضع وجنته على وجنتي و كأنه كان يشحذني و يغذيني بجرعات من الحنان لتظلّ مخزونا يكفيني لأيام الحرمان المقبلة ..
ثم همس في اذني :
"سأحـِنُّ لك حتى قبل ان أغادر"
تنهدت بصعوبة و كأنما اخبره بتفهمي للأمر ..
و مع تحدد موعد السفر و اقتراب موعد رحيله ..
أخذت بتجهيز امتعته و توظيب حاجياته بالطريقة التي يفضلها ..
وانا في قمة انشغالي بالتجهيزات و مع فورة قلقي و حنيني السابق لأوانه قفزت لذهني فكره ..
فتناولت قصاصه ورقية و ملأتها بمشاعري :
"زوجي الحبيب و صديقي القريب ..
في الوقت الذي تكون فيه القصاصة قد سقطت بين يديك ، سيكون الشوق قد بلغ مني مبلغا ً ..
تيقّن ان شاء الله ان روحي بجنب روحك ساكنه و نفسي لعرضك صائنة ، دعائي و رجائي ان تظلا السلامة و تقوى الله أنيسا دربك ..
لك مني فائض الحب و منتهى الشوق ..
زوجتك :) "
طويتها و دسستها في جيب بنطاله المفضل و قدمته على باقي حاجياته ليلتقطه في اقرب وقتٍ ممكن ..
طيلة تلك الفتره تقمصت الفرح و اصطنعت ضحكات ..
جافاني هنيء النوم معظم الليالي حتى جاء موعد آخر صبيحة اقضيها معه و بينما كنت اهمّ بإغلاق حقيبته ، نطق :
"إن لم أهاتفك في أولى ايام السفر لا تقلقي فسأكون حينها مزدحما بالأشغال"
نظرت له و قلت :
"
سأبذل جهدي لأكبح جمام قلقي"
نهض من على السرير ، خطى بخطىً نحوي، قبّل رأسي و خرج للاسترخاء في غرفة الصالون ريثما اتمم حزم أمتعته ..
فرغت مما بين يديّ و لحقت به لأغتنم السويعات المتبقية ..
جلست الى جنبه فأخذ يسرد علي توصياته و يستفسر مني عن اي مطالب قد تكون واقعه في نفسي ..
فأردّ عليه بالنفي و بعبارات تطمئنه و تؤكد له ان كل ما اصبوا اليه هو ان افخر به و ان يعود الي سالما من غربته ..
بعد ان تطمأن للاوضاع التي سيتركني عليها، اخبرني عن رغبته بأن اكون متواجده معه في المطار حتى موعد اقلاع الطائره ..
فقبلت ..
غادرنا المنزل ..
صحبته للمطار..
وطيلة المسافه وهو يلاطفني ،يتودد الي و يتحرش بي رغبة منه في اخراجي من حاله التشرد التي كانت تسيطر علي ذاك الوقت ..
وطأنا ارض المطار فصحبته و رافقته الى ان نبـّه المنادي الى وجوب تحرك المسافرين نحو الطائره لركوبها لاقتراب موعد الاقلاع ..
كاد الم الفراق الذي سيبدأ للتوّ يدمي قريحتي وانا الاحظه يبتعد و يغيب عن عيني ..
بعدها تركت الموقع و رجعت الى المنزل محاولةً التأقلم مع الوضع الجديد ..
مرّ اليوم الاول بصعوبه شديدة .. خاصة بعد ابلاغه لي بصعوبه مهاتفتي في الايام الاولى لانشغاله ..
و في صبيحة اليوم الثاني رن هاتفي الخلوي و اذا بالمتصل زوجي !
تعجبت .. قبلت المكالمه و اذا بضحكاته تسابق حديثه :
"لا تعلمين حجم الفخر و السعاده اللذان ركباني و انا اقرأ ما وجدت في جيبي..
جعلتني افخر و اتباهى بما رزقني الله سبحانه "
سعدت لسعادته و فخره بي ..
فلم اتصور أبدا ان قصاصة صغيره من الورق ستملأ قلب زوجي غبطة و اعتزازا ً ..
بعدها مضت السنين على هذا النحو من الهدوء و الترقب ..
باستثناء تلك الفرص التي يسرقها سرقاً ليعود للديار ليكون الى جانبي ..
والصبر الجميل الذي ألهمنيه الله تعالى هو مولود صغير..
منّ الله به عليّ ليجعله أ ُنسا ً لي في وحدتي ..
والجدير بالذكر..
ان زوجي ظل محتفظاً بقصاصه الورق في محفظته ، يرجع لها متى أضناه الحنين الى أن عاد ليجعلني حرم الدكــتور!




" كلمة ذات حرفين، قد تجمع قلبا ً ...أو تشطره الى نصفين "





حيــاء - وفــاء - تــضحية ..أين ابن آدم من ذلك ؟






كنت قد انتهيت للتو من قراءه كتاب بعنوان ( القصص العجيبه ) للكاتب عبدالحسين دستغيب , قد شدني كثيرا بموضوعاته و ادهشني العدد الكبير للقصص التي قام بتجميعها من هنا و هناك ، لذا احببت ان اورد بضعة منها في مدونتي ..





(1) يقول الكاتب نقلا عن المرحوم السيد البلادي :
روى لي احد اقاربي بعد رجوعه من فرنسا التي بقي فيها عده سنوات للدراسه , فقال :
استاجرت في باريس بيتا و كنت قد اقتنيت كلبا للحراسه و في الليل كنت أقفل الباب و ينام الكلب بالقرب منه و كنت اذهب الى الدرس و عندما اعود أدخل البيت و يدخل الكلب معي .
وفي احدى الليالي تأخرت في العوده و كان الطقس بارداً فاضطررت لرفع ياقة معطفي الشتوي لاغطي بها اذني و رأسي و لبست القفاز في يدي و غطيت وجهي فلم يبق مكشوفا منه سوى عيني لارى بهما طريقي ،وصلت الى البيت على هذا الحال و ما ان اردت فتح الباب حتى اخذ الكلب يزمجر-فقد انكرني للوهله الاولى لانني كنت قد غيرت صورتي و غطيت وجهي و هجم علي و امسك بي من طرف معطفي فألقيت المعطف فورا و كشفت وجهي و صرخت به حتى عرفني ، فزحف و هو في غايه الحياء الى زاويه من الزقاق .
فتحت الباب و دخلت و أخذت ألح على الكلب كي يدخل معي فلم يدخل فاضطررت بالتالي لأن اقفل الباب و انام .
وفي الصباح عندما اتيت لاتفقد الكلب وجدته ميتاً فعلمت انه انما مات لشدة الحياء!!

" انا يا رب الذي لم أستحيك في الخلاء ، ولم أراقبك في الملأ. و لعلك بقله حيائي منك جازيتني .."

(2) المرحوم الحاج الشيخ سهام الدين نواب ،رحمه الله، نقل عن جده العالم الكبير المرحوم الحاج أكبر نواب انه قال :
ذهبت يوم عيد الاضى للقاء الحاج معتمد الدوله فرهاد ميرزا (محافظ فارس) فروى لي هذه القصه :
كانت لي معرفه بالسفير الانجليزي في طهران و كنت في زيارته يوما فاحضر لي قاصدا تسليتي مجموعه من الصور اخذ يريني اياها . و فجأه و اذ تناول صوره من الصور يريد تقديمها لي تغيرت حاله و صار يبكي . اخذت الصوره نظرت اليها و اذا بها صوره لكلب فتعجبت ! اذ كيف يبكي لرؤيته صوره كهذه ؟!
سالته عن سبب بكائه فقال : ان هذا الكلب لم يكن كلبا عاديا وان لي معه ذكرى عجيبه .
عندما كنت في لندن خرجت من البيت في احد الايام لأنجز مهمه على بعد عده كيلو مترات من المدينه و كانت بحوزتي حقيبتي التي بها مستندات ووثائق رسميه مهمه و قدرا كبيرا من النقود وقد لحق بي هذا الكلب و كنت كلما حاولت ارجاعه أبى الى ان وصلت الى شجره خارج المدينه فجلست استريح تحت ظلها و اكلت قليلا من الطعام الذي كان بحوزتي ثم قمت و عاودت المسير .
وقف الكلب في طريقي يمنعني من الذهاب وحاولت جهدي ان اثنيه من ذلك فلم استطع فتناولت المسدس الذي كان بحوزتي غاضبا و اطلقت عليه عده اعيره ناريه فوقع على الارض ميتا ثم تركته و ذهبت في طريقي . و بعد ان قطعت مسافه كبيره لاحظت ان حقيبتي ليست معي فتذكرت اني وضعتها تحت الشجره و نسيتها هناك فتضايقت كثيرا لان فقدانها كان يرتب علي مسؤوليه كبيره هذا بالاضافه الى فقدان الاوراق النقديه . خفت ان يكون احد ما قد اخذها فعدت بسرعه و أدركت ان الكلب الابكم كان يعرف انني نسيت الحقيبه فكان لذلك يقف في طريقي.
لما وصلت الى الشجره لم اعثر على الحقيبة فتضايقت أكثر فاكثر و خطر لي ان اذهب الى الكلب لأستطلع امره فاتيت الى حيث اطلقت عليه النار فلم اجده ! و رأيت آثار دمائه على الارض فتتبعت بقع الدم ووصلت الى حفره كان قد وقع فيها و كانت بعيده عن الطريق الرئيسيه وقد مات وهو يمسك بحقيبتي بين اسنانه . فعلمت انه بعد اصابته و يأسه مني خطرت له هذه الفكره وهي ان يحافظ على الحقيبه فلا يستولي عليها اللصوص فحملها و ابتعد بها قدر استطاعته و مات هناك .
افلا يحق لي بعد هذا كله ان ابكي على كلب كهذا و ان اشعر بتأنيب الضمير على اساءتي له في مقابل احسانه ووفائه ؟؟


هكذا نحن البشر ننسى نعم الله تعالى علينا و احسانه اللامتناهي إلينا .. ان الكثير من الابتلاء هو ظاهرا بلاء لكن في عمقه الرحمه من الله عز و جل.. فبنزول المصائب نسخط و نغضب و و احيانا ننسبه الى من تعالى عن كل شيء.. كل ذلك لمحدوديه ادراكاتنا و لجهلنا بحقيقة الامر .. (لو ادرك الامر لرضي و شكر) .

(3) روي الحاج المرحوم سهام الدين المذكور عن ابيه عن جده ان المرحوم حسين ميرزا فرمانفرما


كان مره على شاطئ البحر يريد السباحة و كان معه كلب له ، فلما شرع بخلع ثيابه حاول كلبه ان يمنعه فلم يأبه له و استعد للنزول في الماء و حين هم بإلقاء نفسه في الماء و رأى الكلب ان لا فائده من منعه و ان صاحبه يهمّ فعلا بالنزول رمى بنفسه مجبرا في نقطه معينه من البحر و فجأة يظهر حيوان ضخم و يبتلعه .
وحينئذ يدرك (فرمانفرما) السبب من منع الكلب له من النزول الى الماء و كيف انه ضحى بنفسه من اجله فينصرف عن السباحه وهو يبكي تأثرا و تعجبا مما فعله الكلب .

فأين ابن آدم من كل ذلك !؟