لكل شيء تدب فيه الروح .. فلسفه ..
فكيف بأمر ينقطع بانقطاع الروح عن الجسد ..
و للغة في هذا الأمر يد ..
تلك هي البلاغة العربية ..
ما ان تأخذ النفس في سرد أبجدياتها (حرفا تلو الحرف)،
حتى تترائى للعيان توزّعها بفلسفه معينه على مخارج متباينه ..
و على هذا الأساس ..
لا يدور على لسان المرء كلام الا و له علل تجري في بواطنه ..
(المرء مخبوء ٌ تحت طي لسانه)
ووفقا لهذه المعادلة ،
من الإستحالة ان تخرج "آهٌ" من فراغ ..
*الحــب *
نظره عابره على ذاك المفهوم قد يساء به فهمه او يبخسه حقه ..
لذا ليسمح لي جنابك في إضفاء بعض التحليلات عليه وقليلا ً من التعليلات إليه ..
فقد كشف بلغاء اللغة يا سيدي ان حرف "الحاء" لا يخرج الا من أدنى الحلق
اي انها اقرب المخارج الكلامية الى القلب..
اما حرف "الباء" فمخرجه الأوحد هو الشفتان ،
فعندما أصارحك (أحبــــك) ..
لا تستقـلـل تلك الحروف الأربعة ..
فأولاً و آخراً ،
هي ليست إلا وجدا ً انفلت قسرا من بين أربطة القلب ،
أما اللسان ،
فما هو الا المرسال الذي تكفـّل بإيصال الأمانة إلى أصحابها ..
إذا ً ،
الكلم المنطوق ما هو الا توليفة من الحروف ،
مرت بزقاق عدة و ظروف مختلفة
حتى تصل إليك ...